«نريد أن يكتشف الشباب أن بدواخلهم إمكانيات إبداعية لا يدرون امتلاكها»، هذا هو الهدف من المسرحية الذي رسمته مديرة «مسرح الهواء» الشيلية ليديا رودريغيث (Lidia Rodriguez) من خلال عرض مسرحي «السر» سيقدم بمدينة الدارالبيضاء اليوم الثلاثاء 41 أبريل الجاري بالمركب الثقافي ثريا السقاط على الساعة الثامنة مساء. وتأتي أهمية هذا العرض المسرحي من كونه يخرج عن المألوف من خلال تجاوز ثنائية الممثل/المتفرج، إذ بإمكان هذا الأخير أن يصبح هو الآخر فاعلا ومشاركا في العرض المسرحي. وفي هذا الصدد قالت الإسبانية آنا راموس (Ana Ramos) ل «المساء» إنه «إذا كان الممثلون في مسرح بريخت ينزلون إلى الجمهور، فإن الجمهور في «مسرح الهواء» هو الذي يصعد إلى المسرح للمشاركة في العرض». وأضافت آنا التي تعمل في «مسرح الهواء» كممثلة ومساعدة إخراج، أن الأساسي في العرض المسرحي هو الاستماع المتبادل بين جميع من يشارك في العرض. سيقوم «مسرح الهواء» بتأطير حوالي 61 طالبا مغربيا من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والذين سيلقون هذا العرض اليوم الثلاثاء. وقالت ليديا التي افتتنت كما قالت بجامع الفنا باعتباره «عرضا مسرحيا» ارتجاليا، إنها أعجبت بالإمكانيات الإبداعية للطلبة المغاربة الذين يشارك بعضهم لأول مرة في عرض مسرحي. وأضافت ليديا أن هذا العرض هو مجرد محطة أو تجربة أولى، قد تتلوها أخرى في أفق عرض نفس المسرحية في إسبانيا. يشار إلى أن هذا العرض يأتي في إطار الدورة الحادية عشر لمنتدى إبداع الطالب في صيغته الجديدة «مهرجان الإبداع الفني الجامعي الدولي، المنظم من طرف جامعة الحسن الثاني- الدار البيضاء وجمعية مقام و مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي. انبثق «مسرح الهواء» سنة 2002 عن مبادرة مجموعة من الممثلين والممثلات من جنسيات مختلفة (الأرجنتين، بلغاريا، الشيلي، كوبا، إسبانيا، فرنسا، هولاندا وفنزويلا)، تحت التأثير المبدع للمخرجة الشيلية ليديا رودريغيث التي تلقت تعاليم هذا الفن على يد المخرج الكولومبي إنريكي بارغاس. ويعتمد مسرح الهواء على مسار عمل تجريبي يشرك بشكل مباشر الممثلين والممثلات في خلق وبناء العرض المسرحي الأخير، و يرتكز في ذلك على البحث عن الدمج بين الخطاب الحركي المسرحي ومسرح النص، ويكمل الجمهور بمشاركته مسيرة البحث المستمر للفرقة. من يعيش اقتراحات مسرح الهواء يعود إلى أصوله الأولى. وكل هذا بفضل الجمع بين الظلمة والصمت والشعر والحبكات والروائح الزكية والنكهات التي تمنح في كل مونطاج.