رب ضارة نافعة.. ذاك مثل ينطبق على بعض سائقي الطاكسيات، الذين انخرطوا في الإضراب الأخير احتجاجا على مدونة السير التي يعتبرون أنها بالغت في الغرامات و تتوعد بعقوبات حبسية غير معقولة. سائقو الطاكسيات الذين ينطبق عليهم ذلك المثل، يوهمون زملاءهم أنهم منخرطون في الإضراب، لكنهم لا يترددون في كسره إذا سنحت لهم بعض الكورسات، خاصة في ساعات الذروة، حيث يجري توقيف العداد وفرض السعر الذي يشاؤون على الزبناء. سائق طاكسي الدارالبيضاء، يؤكد أن ثمة من يعطل العداد، إذ منهم من طلب، حسب ما أكده أحد السائقين، ثمانين درهما مقابل نقل زبون بين وسط المدينة ومنطقة سباتة، علما أن ثمن تلك الرحلة لا يتعدى في الحالات العادية خمسا وعشرين درهما. سلوك لا ينفيه أحد حراس الفنادق بمنطقة عين الذياب بالدارالبيضاء، حيث صرح أن أحد سائقي الطاكسيات طلب من سائحين 160 درهما، مقابل رحلة فاصلة بين عين الذئاب و فندق روايال منصور بوسط المدينة، و هذه ممارسة لا يشذ عنها بعض سائقي الطاكسيات خاصة في الليل. ذلك غيض من فيض السلوكات غير السوية التي يلجأ إليها بعض سائقي الطاكسيات، والتي يقف عليها بعض المواطنين في العديد من المدن خاصة في السياحية منها، حتى في الأيام العادية، ففي مدينة مثل مراكش التي تعتبر أول قبلة للسياح في المغرب، اعتاد بعض سائقي الطاكسيات على انتقاء زبنائهم بعناية فائقة، خاصة أولئك الذين لا يختلسون النظر للعداد و يقبلون بالسعر الذي يفرض عليهم. تلك سلوكات لا تشذ عنها الطاكسيات الكبيرة و حافلات النقل بين المدن التي لا يتردد أصحابها في الزيادة في أسعار التذاكر في فترة الإضراب، و هي ممارسة دأبت عليها الحافلات في المناسبات التي يكثر فيها تنقل المغاربة، خاصة في اتجاه مدنهم الأصلية، و هو ما يثقل كاهل القدرة الشرائية للأسر المغربية.