أطلق محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أول أمس الاثنين، حركة انتقالية واسعة في صفوف رؤساء المعاقل من أجل ضخ دماء التغيير، والاستفادة من كفاءة بعض الرؤساء بنقلهم إلى مؤسسات تعرف أوضاع ملتهبة، فيما عصفت برؤساء معاقل تبين أنهم يفتقدون للقدرة على مواكبة مسلسل الإصلاح الذي يخوضه التامك. وأكدت مصادر «المساء» المطلعة أنه تم استقدام رئيس معقل سجن بن جرير للإشراف على شؤون معقل سجن ابن احمد خلفا لرئيس المعقل الذي أعفي من مهامه وألحق بسجن بني ملال، هذا الأخير الذي سبق أن اعتقل احتياطيا على ذمة التحقيق في قضية مخدرات، كما عرفت فترة تسييره اعتقال موظف برتبة تقني مشرف على مطبخ المؤسسة وهو متلبس بحيازة أقراص هلوسة ومخدرات، فيما نجا موظف آخر من الموت بعد أن حاول سجين الإجهاز عليه، تضيف المصادر ذاتها. وفي السياق ذاته وارتباطا بالشأن السجني تم توقيف 3 زوار، أول أمس الاثنين، بالسجن المحلي بن احمد من قبل عناصر الضابطة القضائية بناء على تعليمات النيابة العامة، وذلك إثر ضبط الموظفين المكلفين بمراقبة باحة الزيارة 50 غراما من مخدر الشيرا، كانوا يحاولون تمريرها إلى قريب لهم. العناصر تحفظت على المخدرات، وفتحت بحثا تمهيديا للوصول إلى كل العناصر المتورطة في هذه القضية وتقديمها إلى العدالة. ويواصل محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تنفيذ مخططه الإصلاحي الذي صاغه بمساعدة العديد من كوادر وزارة الداخلية، والذين استقدمهم من أجل العمل إلى جانبه لتصفية تركة سالفه، والذي كان قد راهن بدوره على الإدارة الأمنية في تدبير الشأن السجني، فبعد الحركة السابقة وغير المسبوقة في صفوف كل من رؤساء المصالح المركزية بالمندوبية العامة، والذين استعصوا على كل رياح التغيير وظلوا ماسكين بزمام الأمور بأماكنهم سواء على عهد الإدارة العامة لإدارة السجون أو بعد إحداث المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. كما طالت الحركة الانتقالية السابقة المدراء الجهويين، بمن فيهم ذوي الحظوة إلى جانب العشرات من مدراء المؤسسات السجنية، الذين تم إعفاء بعضهم وتنقيل بعضهم الآخر في مسعى إلى الرفع من الكفاءة وتفعيل مخطط الإصلاح الذي يقوده المندوب العام في صمت بعيدا عن الأضواء. ويشار إلى أن مؤسسة رئيس المعقل مؤسسة حيوية نظرا للمهام المنوطة به، وقد أعادها التامك إلى الواجهة من خلال حرصه على الاجتماع برؤساء المعاقل وتزويدهم بهواتف محمولة، وفتح خط مباشر للتواصل معهم. ويوازي منصب رئيس المعقل منصب الكاتب العام بالعمالة، فهو بمثابة الخلية العاملة داخل المؤسسة السجنية، إذ يشرف على توزيع المهام والسهر على السير العادي للعمل داخل المعقل.