حالة استنفار تعيشها مصالح الدرك الملكي وباقي الأجهزة الأمنية، بعد أن عثروا، مساء أول أمس السبت، على بذلات عسكرية لدى أحد أكبر مروجي ماء الحياة «الماحيا» بمراكش، بينها بذلة لكولونيل في القوات المسلحة الملكية، إضافة إلى علب تحتوي على رصاصات. وحسب مصادر مطلعة، فإن مصالح الدرك الملكي داهمت منزل أحد أكبر مروجي «الماحيا»، الكائن بجماعة اسعادة بضواحي مراكش، حيث عثرت على كمية كبيرة من ماء الحياة، لكن المفاجأة كانت هي عثور المصالح ذاتها على ثلاث رصاصات وبندقية، قبل أن تكتشف صورة للموقوف يرتدي فيها زيا عسكريا لكولونيل في الجيش. مصالح الدرك الملكي اقتادت المبحوث بعد يوم من فراره صوب مقر المركز القضائي للتحقيق معه، حيث دلهم على منزل له يوجد بالمدينة الحمراء، حيث اكتشفت بذلات عسكرية مجهولة المصدر، يستغلها الموقوف في أغراض لا يزال التحقيق جاريا بشأنها، إضافة إلى حوالي ثلاث علب تحتوي على رصاصات يستعملها مروج «الماحيا» في المواجهات، على حد قوله. وحصلت «المساء» على معلومات أولية مهمة، تفيد أن الشخص الذي وضع تحت تدابير الحراسة النظرية، لإخضاعه للتحقيق، بتعليمات صادرة عن النيابة العامة، أدلى للفرقة الدركية بهوية عسكري، أكد أنه هو من جلب له البذلات العسكرية، مقابل حصوله على مبالغ مالية، وهو الأمر الذي جعل التحقيق يتجه صوب معرفة مكان العسكري للوصول إليه في أقرب وقت. وتشير معطيات إلى أن الشخص الموقوف كان يشتغل قبل أن يصبح مروجا لماء الحياة «جباصا»، الأمر الذي خول له الاشتغال في «فيلا» يملكها كولونيل، فارق الحياة منذ سنوات، الأمر الذي استغله من أجل التقاط صورة ببذلته العسكرية، خلال مغادرة المسؤول العسكري للمكان. وفي الوقت الذي حجزت مصالح الدرك كمية مهمة من الخمور التقليدية «الماحيا»، التي عثر عليها داخل منزل الموقوف، انصبت التحقيقات حول مصدر وطريقة وصول البذلات العسكرية، إضافة إلى أن التحريات تنصب حول الرصاصات لمعرفة طبيعتها ومصدرها. المروج المعروف بجماعة اسعادة القروية، التي تبعد عن مراكش بحوالي 10 كلم، كان موضوع بحث من قبل مصالح الدرك، وقد تمكن من الفرار يوم الجمعة الماضي، قبل أن يتم توقيفه مساء أول أمس السبت، ويكشف هذا الحادث عن معطيات خطيرة.