تطورت مواجهات بالسيوف في حي باب سبتةبسلا، أول أمس، إلى جريمة قتل بشعة أججت احتجاج المئات من المواطنين، الذين توجهوا إلى مركز الأمن الإقليمي القديم بالمدينة ومقر الدائرة الأولى حاليا لتنظيم وقفة احتجاجية بسبب انعدام الأمن بعدد من النقط السوداء بسلا. واستنفر الحادث مسؤولين أمنيين انتقلوا إلى مقر الأمن الإقليمي السابق، الذي أصبح ثكنة لعناصر قوات التدخل السريع، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بالحضور الأمني ومباشرة حملات تمشيطية بالأحياء التي تشهد ارتفاعا لمعدل الجريمة بسلا. ولم تعرف الأسباب الحقيقية وراء جريمة القتل التي بدأت بمشاداة كلامية بين قاصر يبلغ من العمر 15 سنة وشاب آخر لم يتجاوز عقده الثالث، ليتطور العراك بينهما بواسطة أسلحة بيضاء من الحجم الكبير وينتهي بجريمة قتل راح ضحيتها القاصر. واستنفرت مصالح أمنية مختلفة بمدينة سلا جميع عناصرها لاعتقال المتهم بارتكابه جريمة القتل أمام أنظار العديد من المواطنين، إذ جرى اعتقاله في ظرف وجيز أمام تصاعد غضب السكان وعائلة الضحية، الذين توجهوا إلى مقر الأمن الإقليمي السابق لمدينة سلا للتعبير عن احتجاجهم من غياب الأمن بعدد من الأحياء بسلا. وعجلت الوقفة الاحتجاجية، التي قادها بعفوية السكان في اتجاه المقر الإقليمي للأمن، بعقد لقاءات موسعة مع رؤساء الدوائر الأمنية وفرق الشرطة القضائية ومصلحة الاستعلامات العامة، قصد مباشرة حملات تطهيرية مكنت من إيقاف عدد من المطلوبين للعدالة. وكشف مصدر موثوق أن العملية الأمنية التي نظمتها مصالح الأمن بسلا، تحت إشراف المراقب العام، شملت مختلف النقط السوداء بالمدينة، واستنفرت فيها مختلف الأجهزة الأمنية، من أمن عمومي وشرطة قضائية وأجهزة متنقلة وفرق صقور واستعلامات عامة، حيث مكنت من إيقاف المئات من المشتبه فيهم والمطلوبين للعدالة في قضايا إجرامية مختلفة. وذكر المصدر ذاته أن الحملات ركزت بالخصوص على أحياء وادي الذهب والانبعاث والرحمة وسيدي موسى والقرية وسهب القايد والمدينة القديمة، وهي مناطق تصنف في خانة النقط السوداء، وتعرف نسبا مرتفعة لمظاهر الجريمة والانحراف.