انطلق الصاروخ دلتا 4 من محطة كيب كنافيرال الجوية في فلوريدا يوم الاثنين حاملا قمرين صناعيين عسكريين أمريكيين صمما لمراقبة المركبات الفضائية للدول الأخرى. وأظهر بث حي الصاروخ الذي يبلغ طوله 63 مترا وهو ينطلق في الساعة 7:28 مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (2328 بتوقيت جرينتش) مخترقا السحب الملبدة بالغيوم الى حد ما في طريقه نحو الفضاء. وجاء اطلاق القمرين الصناعيين لصالح سلاح الجو الأمريكي في اطار برنامج (الوعي التزامني بالأوضاع الفضائية) الذي أميطت عنه السرية مؤخرا. وتأجل الاطلاق الذي كان مقررا في 23 يوليو تموز يوما بسبب مشكلة تقنية تتعلق بأجهزة الدعم الأرضية ثم تأجل ثلاث مرات تالية بسبب سوء الأحوال الجوية. وفور وصوله للفضاء سيبدأ القمران الصناعيان وهما من انتاج شركة أوربيتال ساينسيز في العمل بمنطقة ترتفع عن الأرض 35970 كيلومترا تضم معظم الأقمار الصناعية للاتصالات في العالم والمركبات الفضائية الأخرى. وقال الجنرال وليام شيلتون رئيس قيادة الفضاء بالقوات الجوية إن البرنامج الجديد يشبه "برامج مراقبة الأحياء" اذ سيقوم بمراقبة الأقمار الصناعية للدول الأخرى. وقال شيلتون في كلمة ألقاها في فبراير شباط أزاح فيها الستار عن البرنامج الذي كان سريا انذاك إن البرنامج "سيعزز قدرتنا على معرفة متى يحاول الخصوم التهرب من رصدهم واكتشاف القدرات التي ربما تكون لديهم وقد تضر بأجهزتنا الدقيقة على ذلك الارتفاع الكبير." كما سيتعقب البرنامج أيضا الحطام الفضائي الذي قد يشكل خطرا على الأقمار الصناعية العاملة. ويمكن لأنظمة الرادار الأرضية الحالية وأجهزة التليسكوب مراقبة الأجسام التي يزيد قطرها عن عشرة سنتيمترات. ويشمل الحطام أجساما صخرية محترقة وبقايا قمر صناعي تخلصت منه الصين عام 2007 في إطار اختبار مضاد للصواريخ قوبل باستهجان واسع. وتتعقب القوات الجوية حاليا نحو 23 الف قطعة من الخردة الفضائية.