استنفرت مسيرة على متن دراجات هوائية السلطات الأمنية والولائية بمراكش، مساء يوم السبت الماضي، عندما تجمع العشرات من السائقين بالقرب من محطة القطار لانطلاق هذا الشكل التضامني مع الشعب الفلسطيني. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن العشرات من الشبان، تجمعوا بعد صلاة التراويح، بالقرب من ملتقى شارع محمد السادس، والحسن الثاني وعبد الكريم الخطابي، وتحديدا أمام المحطة الخاصة بالقطار لانطلاق مسيرة على متن دراجات هوائية للتعبير عن رفضهم للمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأوضح بعض شهود عيان أن إنزالا أمنيا مكثفا شهدته منطقة جليز، بعد إعلان عشرات الشبان، عن تنظيميهم لمسيرة على دراجاتهم النارية الضخمة، كتعبير منهم على التنديد بالمجازر والانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. وقد عمدت عناصر من الأمن وبعض السيارات التابعة لولاية أمن مراكش إلى تطويق جنبات المنطقة الراقية بالمدينة الحمراء، تحسبا لانطلاق هذا النشاط الشبابي «غير المعلن». وقد عمدت السلطات الأمنية، وعلى رأسها والي أمن مراكش، محمد الدخيسي، بعد تلقيها تعليمات من والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، عبد السلام بيكرات إلى إنزال عدد من العناصر الأمنية من أجل إخبار المتظاهرين بقرار المنع، والسهر على تفريق المحتجين بشكل لا يؤثر على السير العادي للمدينة. وهو ما تم بعد أن دخل عدد من المسؤولين الأمنيين بالمدينة الحمراء في حوار هادئ مع بعض أصحاب الدراجات الهوائية الضخمة، مخبرين إياهم بقرار المنع لمسيرة «غير مرخص لها»، إضافة إلى أن من شأن تنظيمها أن يعرقل حركة السير بالمدينة في وقت تعرف فيه الشوارع اكتظاظا. لم تدم المفاوضات والنقاشات بين المسؤولين الأمنيين وأصحاب الدراجات الذين حجوا بكثافة أمام المحكمة الخاصة بالقطار سوى 15 دقيقة، قبل أن يتفرق المحتجون ويذهبون إلى حال سبيلهم، بعد أن أكد لهم المسؤولون الأمنيون، أنهم ليسوا ضد التظاهر والتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته، وإنما الأمر يستوجب الحصول على ترخيص من قبل السلطات الولائية وضمان السير العام للمدينة. هذا، في الوقت الذي عرفت فيه مدينة مراكش، عددا من الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، والتنديدية بالمجازر، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، بعد أن نظمت هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وطلابية وقفات أمام مقر بلدية مراكش، بالقرب من جامع الفنا، ومسجد الكتبية، وبشارع الحسن الثاني، وكذا أمام المسرح الملكي.