أعادت الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي عقدت بخصوص غزة أمس؛ إلى الأذهان تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية في استخدام حق النقض الفيتو ضد القرارات التي تحمل إدانة لإسرائيل، حيث استخدمت الولاياتالمتحدة ذلك الحق 41 مرة ضد قرارات من هذا النوع. فالجلسة لم تخرج سوى بإعراب مجلس الأمن الدولي عن "القلق"؛ جراء تزايد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين بغزة، ودعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار. بالإضافة إلى اتفاق أعضاء المجلس بشأن نقاط صحفية حول الموقف الحالي في غزة، والنقاط الصحفية التي يصدرها المجلس غير ملزمة؛ وتعتبر أقل قوة وتأتي في المرتبة الرابعة من حيث القوة؛ بعد البيانات الصحفية والرئاسية والقرارات التي يعتمدها المجلس. هذا في حين لم يحدد حتى الآن الموعد الذي سيطرح فيه للتصويت مشروع القرار الذي تقدمت به الأردن، والذي يدين جميع أعمال العنف ضد المدنيين، وجميع أعمال الإرهاب، ويدعو الي وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والذي من المؤكد أن تستخدم الولاياتالمتحدة الفيتو ضد في حال التصويت عليه في المجلس. وشهدت تلك الجلسة إدانة الولاياتالمتحدة وأستراليا وعدة دول أخرى الصواريخ التي تطلقها حماس، وتأكيدهم على حق إسرائيل في الدفاع المشروع عن النفس في مواجهتها. ووفقاً للبيانات الرسمية للأمم المتحدة؛ فإن الولاياتالمتحدة استخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الأمن 79 مرة. واستخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو في أكثر من نصف تلك المرات؛ 41 مرة ضد مشروعات قرار بخصوص الأعمال غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، أغلبها متعلقة بإنهاء الاستيطان الإسرائيلي غير المشروع، وبمطالبة إسرائيل بالعودة لحدود 1967. وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها الولاياتالمتحدة الفيتو بخصوص إسرائيل في 10 سبتمبر/ أيلول 1972، والمرة الأخيرة في 18 فبراير/ شباط 2011، ضد مشروع قرار يعتبر النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة غير مشروع. وفي أغلب تلك الحالات استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو في الوقت الذي وافقت فيه الدول ال 14 الأخرى الأعضاء في المجلس؛ على مشروع القرار. ومن اللافت للنظر كذلك أن أي دولة بخلاف الولاياتالمتحدة لم تستخدم الفيتو في مجلس الأمن؛ ضد المشروعات التي تدعو إسرائيل للانسحاب إلى حدود 1967. ولم تتمكن فلسطين من الحصول على عضوية الأممالمتحدة، إذ أن مجلس الأمن، الجهة المخولة بقبول طلبات عضوية الدول للمنظمة، لم يطرح عضوية فلسطين للتصويت، بسبب الموقف الأمريكي المعارض. وحصلت فلسطين بدلا من ذلك على صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، بعد تصويت 138 من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح حصولها على تلك الصفة. ومجلس الأمن الدولي هو المؤسسة الرئيسية لاتخاذ القرار في الأممالمتحدة، ويتكون من 5 أعضاء دائمين لديهم حق النقض الفيتو على مشروعات القرارات و10 أعضاء غير دائمين. ويتطلب صدور قرار من مجلس الأمن موافقة 9 من أعضائه مع عدم استخدام أي من الأعضاء الدائمين حق النقض ضد القرار. في حين يتطلب إصدار البيانات الرئاسية أو الصحفية غير الملزمة موافقة كافة أعضاء المجلس.