أميركا وجهت 71 رسالة لدول العالم تطلب منها عدم الاعتراف بدولة فلسطين وتهددنا بممارسة حق الفيتو أكد الدكتور صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات النهائية، بأن حل السلطة الفلسطينية غير مطروح للبحث في حال استخدام واشنطن حق الفيتو ضد طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وأضاف عريقات في حوار مع بيان اليوم بمكتبه الخميس الماضي، في رام الله، قائلا «السلطة هي ثمرة كفاح الشعوب، والسلطة الفلسطينية هي ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني ولا احد يتحدث عن حل السلطة»، متابعا «أنا قلت للقيادة الفلسطينية في دراسة مكتوبة إن السلطة ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني وهي ولدت بميثاق تعاقدي دولي لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال وهذه هي وظيفتها»، مشيرا إلى أن نتنياهو طرح «في أبريل 2010 القرار العسكري 1650 والذي أعاد فيه الإدارة المدنية الإسرائيلية للضفة الغربية وسحب من السلطة ولايتها الأمنية والوظيفية والقانونية والسياسية والاقتصادية». وتابع عريقات قائلا» نتنياهو يريد إبقاء الأوضاع على ما هي عليه ويبقي نفسه مصدرا للسلطة والاحتفاظ لنفسه بالاستيطان وفرض الحقائق على الأرض وان تغير السلطة وظيفتها من نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال إلى دفع الرواتب أو تنفيذ المشاريع، ونحن نقول مستحيل أن تغير السلطة وظيفتها التي أقيمت على أساسها وهي إنهاء الاحتلال للشعب الفلسطيني». وشدد عريقات على انه لا يمكن للجانب الفلسطيني إبقاء الوضع على ما هو عليه الحال حاليا، مشيرا إلى أن التوجه للأمم المتحدة هو جزء من الإستراتيجية الفلسطينية الساعية «لإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا». وأضاف «لا يمكن استمرار سلطتين في منطقة واحدة، فإما أن تكون سلطة من النهر للبحر وهي سلطة الاحتلال وفق ميثاق جنيف الرابع وميثاق لاهاي وإما أن تكون سلطة فلسطينية تقود الشعب الفلسطيني للاستقلال»، مشيرا إلى أن هناك إستراتيجية فلسطينية متكاملة للمرحلة الحالية التي بدأت بالتوجه للأمم المتحدة بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين على الأرض المحتلة عام 1967، منوها إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبل في الأممالمتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة الشهر الماضي كرؤساء الدول. وأضاف عريقات قائلا «ما غفل عنه الناس في 23 شتنبر الماضي انه عندما ذهب الرئيس أبو مازن لتقديم طلب عضوية دولة فلسطين للأمم المتحدة استقبلته ثلة من حرس الشرف، وودعته ثلة من حرس الشرف بعد تقديم الطلب وهذا لا يعطى إلا لرؤساء الدول ، فهذه أول مرة يذهب بها ابومازن للقاء الأمين العام للأمم المتحدة ويلقى مثل هذا الترحيب». وأضاف عريقات «الأمين العام للأمم المتحدة قبل الطلب من الرئيس ابومازن وحوله خلال ساعة إلى مجلس الأمن وهذا يعني أن فلسطين استوفت كافة المعايير للدولة التي حددت في قرار محكمة العدل الدولة عام 1948»، مشيرا إلى انه «عندما قبل الأمين العام للأمم المتحدة الطلب وحوله لمجلس الأمن تكون فلسطين استوفت جميع معايير العضوية وفقا لقوانين محكمة العدل الدولية». وشدد عريقات على أن قبول طلب العضوية من قبل أمين عام الأممالمتحدة وتحويله لمجلس الأمن الذي حوله بدوره إلى لجنة الخبراء يؤكد بان فلسطين استوفت جميع شروط العضوية، مضيفا «أنا باعتقادي إن فلسطين استوفت جميع متطلبات ومعايير الأممالمتحدة لقبولها كعضو كامل، والآن القرارات ستكون سياسية بامتياز». وأشار عريقات إلى تاريخ الأممالمتحدة والفيتو في مجلس الأمن، وقال «مورس الفيتو على عضوية الدول 59 مرة. الاتحاد السوفياتي مارسها 51 مرة، ومارستها أميركا ست مرات والصين مرتين، والآن تهددنا الولاياتالمتحدة بممارسة حق الفيتو وهذا قرار سياسي لا علاقة له بالقانون، وكل دولة تقول بأنها مع حل الدولتين وضد العبثية الإسرائيلية مثل الاستيطان والإملاءات وفرض الحقائق على الأرض يجب أن تصوت لصالح عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، وذلك إذا أريد فعلا الحفاظ على خيار الدولتين». وبشأن الموقف الأميركي الواضح باستخدام الفيتو ضد طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة قال عريقات «بلغنا رسميا بأنهم سيستخدمون الفيتو في مجلس الأمن وانه حتى تقديم الطلب في الجمعية العامة ستكون له عواقب على الفلسطينيين مثل قرارات الكونجرس وقف المساعدات وغير ذلك، وهذا بلغ رسميا». واستطرد عريقات قائلا «نحن نمارس حقنا في تقرير المصير. وتقرير المصير يجب أن لا يخضع للمفاوضات، وبالتالي بغض النظر من معنا ومن ضدنا نحن نضع طلبنا في مجلس الأمن ويصوت عليه مجلس الأمن وهذا سيكرس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره»، مضيفا «نحن نفاوض إسرائيل على الانسحاب وجدول زمني وترتيبات أمنية وعلى كل شيء في ذلك الاتجاه وليس على حق تقرير المصير لان هذا محرم». وأشار عريقات إلى وجود 128 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وقال «عندما تعترف 128 دولة بالأرض الفلسطينية لا تستطيع إسرائيل أن تقول بان هذه ارض متنازع عليها»، مشددا على أن أية مفاوضات مع إسرائيل ستكون على أساس الانسحاب التدريجي وفتراته ومراحله من الأراضي المحتلة عام 1967. وأوضح عريقات بان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإبقاء الوضع على ما هو عليه بعد أن نصب نفسه مصدرا للسلطات و»افرغ السلطة الفلسطينية من ولايتها القانونية والسياسية والجغرافية»، مضيفا «السلطة ولدت باتفاق تعاقدي لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال ويجب أن لا يسمح ولن نسمح لنتنياهو بتغيير وظيفة السلطة المتمثلة بنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال». وبشأن إذا ما بات الصراع حاليا فلسطيني أميركي في ظل قرار الإدارة الأميركية استخدام الفيتو ضد طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة قال عريقات «نحن لا نريد الصراع مع احد لا مع أميركا ولا مع غيرها، نحن إنما نحاول أن نثبت حقوقنا، نحن شعب تحت الاحتلال ونحن شعب لا نريد الصدام مع احد ولا المعارك مع احد». وشدد عريقات على الإصرار الفلسطيني على إعادة تقديم طلب العضوية لدولة فلسطين في مجلس الأمن مرة أخرى إذا استخدمت واشنطن حق الفيتو، مشيرا إلى أن هناك خيارات فلسطينية كثيرة. وأوضح عريقات بان الشهر القادم سيكون حاسما بشأن مصير طلب عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن، وقال «11 من الشهر القادم سيكون مفصليا ومصيريا» في إشارة إلى أن انه في ذلك اليوم سيكون الوقت الممنوح لمجلس الأمن استنفذ والمطلوب من الدول الأعضاء أن تقرر موقفها النهائي بشأن الطلب الفلسطيني. وحول سعي واشنطن لتأجيل التصويت على طلب العضوية الفلسطينية للعام القادم قال عريقات «لا يستطيعوا. فيوم 11 الشهر القادم سيكون يوما حاسما لأنه سيتم تقديم تقرير بمواقف الدول، والسؤال المطروح على تلك الدول هل فلسطين استوفت شروط ومعايير الدولة أم لا، وبالتالي لا تستطيع الولاياتالمتحدة المماطلة». وأشار عريقات إلى تواصل المساعي الفلسطينية لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأممالمتحدة، إلا انه أضاف «الدول عبيد لمصالحها». وأوضح عريقات بان الإدارة الأميركية تواصل مساعيها وتحركاتها لإفشال طلب العضوية الفلسطينية في الأممالمتحدة، وقال «أميركا وجهت 71 رسالة لحد الآن لدول العالم تطلب منها عدم الاعتراف بدولة فلسطين وعدم المساعدة في الأممالمتحدة للحصول على العضوية». وبشأن الموقف الأوروبي أوضح عريقات بأنه ما زال في خانة الممتنع عن التصويت. وحول المصالحة الفلسطينية، قال عريقات «لا أولوية على المصالحة. فانا باعتقادي بان المصالحة الفلسطينية هي الأولوية الأولى للشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى انه أبلغ من قبل عزام الأحمد رئيس وفد فتح للحوار مع حماس بان هناك ترتيبات تجري لعد لقاء بين عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، منتقدا استمرار الانقسام في الوقت الذي ما تزال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي. ورفض عريقات اعتبار قطاع غزة ارض فلسطينية محررة وقال «غزة محتلة»، مشيرا إلى أن القانون الدولي يعتبر التهديد بالاحتلال احتلالا، فما بالك بإسرائيل التي تحاصر القطاع وتبتزه بالدواء والغذاء والوقود وتعتدي عليه بشكل يومي، رافضا إعفاء إسرائيل من مسؤوليتها كسلطة احتلال تمارس الاضطهاد والتنكيل والابتزاز بغزة من خلال قول بعض الفلسطينيين إن قطاع غزة محرر. وطالب عريقات إسرائيل بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط برفع الحصار المفروض على القطاع، وأضاف «يجب على كل دول العالم بعد انتهاء حجة احتجاز شاليط المطالبة برفع الحصار عن غزة، ويجب أن يرفع هذا الحصار».