واصلت القوات الإسرائيلية يوم السبت هجوما بريا على قطاع غزة في حين ذكر مسؤولون فلسطينيون أن العملية العسكرية اودت بحياة أكثر من 300 شخص معظمهم من المدنيين. وبدات اسرائيل اجتياحا بريا لقطاع غزة يوم الخميس الماضي بعد قصف جوي وبحري على مدى عشرة أيام. وقال الجيش إن مهندسيه يقيمون منطقة عازلة بعرض 2.5 كيلومتر ويسعون لتدمير الانفاق التي حفرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنصات اطلاق الصواريخ التي أخفتها بعد حرب غزة في عام 2012. وقالت حماس إن مقاتليها استخدموا أحد هذه الانفاق للتسلل إلى اسرائيل اليوم السبت. وأكد الجيش الإسرائيلي حدوث الواقعة قرب وسط غزة وقال انه قتل مسلحا وصد بقية المهاجمين وان اثنين من جنوده اصيبا. كما اطلق نشطاء فلسطينيون 18 صاروخا على الأقل على اسرائيل اليوم وقتلوا رجلا واصابوا اربعة بينهم طفلان في بلدة ديمونة الجنوبية. وقال مسسؤولون في غزة ان ما لا يقل عن 318 فلسطينيا بينهم 70 طفلا قتلوا في أعمال العنف التي اندلعت قبل 12 يوما. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل جندى واحد ومدنيان. وتصاعدت اعمال العنف عقب مقتل ثلاثة فتية اسرائيليين وحملت اسرائيل حماس المسؤولية عن مقتلهم. ولم تنف حماس او تؤكد مسؤوليتها. وتأججت التوترات اثر مقتل فتى فلسطيني في القدس في عمل انتقامي على ما يبدو. ووجهت اسرائيل اتهامات لثلاثة اسرائيليين في الحادث. وقال المتحدث العسكري الليفتنانت كولونيل بيتر لرنر انه جرى اكتشاف 13 نفقا احدها على الاقل عمقه 30 مترا و95 منصة اطلاق صواريخ ودمرت جميعا خلال الاجتياح. وأضاف أن علميات التمشيط مستمرة فيما وصفه بمهمة غير محددة المدة "قوضت قدرات حماس إلى حد كبير". وردا على استفسار من رويترز اعترف الجيش بوجود منطقة عازلة في شرق غزة ولكنه أكد استمرار العمليات العسكرية الأخرى. واشار البريجادير جنرال موتي الموز كبير المتحدثين باسم الجيش إلى ان القوات المشاركة في الاجتياح لن تبقى بشكل دائم. وصرح لراديو الجيش الإسرائيلي "لا يمكنني ان اعد باكتشاف جميع الانفاق قبل مغادرة القطاع." وقال مسعفون في غزة إن الهجمات التي شنتها اسرائيل اثناء الليل قتلت 26 فلسطينيا معظمهم من المدنيين في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال وخان يونس في الجنوب. ولم يعقب الجيش على الفور على الاحداث في بيت لاهيا وخان يونس إلا انه أكد شن 37 غارة على غزة وأضاف ان جنودا داهموا منزلا في بيت لاهيا وقتلوا مسلحا بعد ان اصاب ثلاثة جنود. وقالت لجان المقاومة الشعبية إنها نصبت كمينا لقوات إسرائيلية في بيت لاهيا. وقالت اسرائيل إن أكثر من 1500 صاروخ اطلق على بلداتها ومدنها خلال الشهر الجاري. ولم يسقط الكثير من القتلى بسبب عدم دقة الصواريخ وشبكة من صفارات الإنذار والمخابىء فضلا عن نجاح نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي في اعتراض 90 بالمئة من الصواريخ. وحتى الان لم تسفر الجهود لوقف تصاعد العنف عن هدنة رغم محاولات القوى الغربية ووسطاء في المنطقة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس انه لن تكون هناك هدنة إلا إذا انهت اسرائيل الحرب التي بدأتها ورفعت الحصار عن غزة واوقفت جميع الانتهاكات والقتل في غزة والضفة الغربية. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم السبت إن بلاده لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف اطلاق النار في غزة بين اسرائيل و(حماس) التي اعلنت رفضها للمبادرة. ويعتزم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون التوجه إلى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في مطلع الأسبوع الحالي. وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة ندد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان بإطلاق الصواريخ على اسرائيل لكنه عبر عن قلقه من "الرد الاسرائيلي المفرط". وقالت الأممالمتحدة إن أكثر من 50 الف فلسطينيا لجاؤا لمراكز ايواء تابعة لها في غزة هربا من الغارات الإسرائيلية. وذكر مسؤولون فلسطينيون أن اسرائيل قطعت الكهرباء عن 90 بالمئة من غزة. واحجمت وزارة الطاقة الإسرائيلية عن التعقيب. ويوم الأحد الماضي قالت الوزارة إن صاروخا فلسطينيا اتلف خط كهرباء من إسرائيل لغزة وانها لن ترسل مهندسيها للاصلاح العطل وتعرضهم للخطر. ويقوم الرئيس الفلسطيني محمود عبس برحلات مكوكية بين مصر وتركيا سعيا لانهاء المعارك. ومن غير المرجح على ما يبدو ان تلعب تركيا دور الوسيط بعد ان خفضت اسرائيل بعثتها الدبلوماسية في أنقرة و اسطنبول إثر احتجاجات مساندة للفلطسينيين في الاسبوع الماضي شهدت اعمال عنف في بعض الاحيان . ونصحت وزارة الخارجية الإسرئيلية اليوم السبت مواطنيها بتجنب السفر "غير الضروري" لتركيا.