لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. لم يكن عادل بلكايد، البطل السابق لإفريقيا في 6 مناسبات في رياضة الجيدو، يعتقد في يوم من الأيام أنه سيحتاج إلى خدمات إسكافي خلال نهائيات الألعاب الأولمبية التي احتضنتها مدينة سيدني الاسترالية سنة 2000. يقول بلكايد في حديثه مع «المساء» وهو يعيد ترتيب السيناريو الذي لم يكن يتوقعه البتة « ثلاثة أيام قبل انطلاق فعاليات المشاركة في العرس العالمي أصبت بجرح أسفل القدم نتج عنه «ولسيسة» وانتفخت معه قدمي الشيء الذي جعلني عاجزا عن المشي فكان يتوجب علي إيجاد الحل لتدارك الموقف وضمان المشاركة في حمل العلم الوطني في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية». وزاد قائلا» لقد كان المخرج هو الاستنجاد بخدمات اسكافي صنع لي «سوميلة» خاصة تساعدني على المشي دون أن تتأثر قدمي، وهو ما وقع غير أن ذلك لم يمنع العديد من الرياضيين المغاربة الذين شاركوا خلال تلك النسخة من السخرية مني ككريم العلمي وصلاح الدين بصير، وكان خطابهم لي هو «عرج وباغي تمثل المغرب فالأولمبياد» وقد كان الأمر طريفا ذلك أنه رغم إصابتي حرصت على ضمان المشاركة في حفل الافتتاح وحمل العلم الوطني لأن الواجب الوطني يفرض ذلك». لبلكايد طرائف أخرى تتعلق بالأكل، يروي إحداها قائلا» لقد توجه صوبي عبد الواحد الدريسي، بطل إفريقيا في الجيدو، قبل الألعاب الأولمبية بأطلانطا سنة 1996 وقال لي إن طفل معجب بي يسأل عن أكلتي المفضلة حتى يحرص على تناولها ليكون مثلي، فكان الجواب هو طبق «الكرعين» وأخبره زميلي أنه بمثابة «صابون البطن». واستطرد قائلا» بعدها اتصلت بنا والدة الطفل وأخبرتنا بأن ابنها لا يرغب في تناول أطباق أخرى غير «الكرعين» فتحدثت مع الطفل وقلت له إنني اتبع نظام غذائي غني لتقوية الجسم ومساعدته على النمو وأداء الأدوار المنوطة به بالشكل الجيد أما فيما يخص «الكرعين» فهو طبقي المفضل». بلكايد قال إن والدة الطفل كانت غاضبة نتيجة القرار الذي اتخذه ابنها بالحرص على تناول طبق «الكرعين» وأضاف» لقد كانت مستاءة قبل أن أنقذ الموقف بحديثي مع الطفل الذي استوعب أن طبقي المفضل ليس سر تفوقي بقدر ما هو أكلة تروقني كثيرا». بصم بلكايد على حضور وازن خلال مساره الرياضي كلله بالعديد من الانجازات، والتي يأتي في مقدمتها فوزه ببطولة العالم في الماستر في مناسبتين، وفوزه بلقب بطولة إفريقيا في 6 مناسبات. شارك بلكايد في ثلاث دورات أولمبية بكل من أطلنطا وسيدني وأثينا، واحتل المركز السابع عالميا في مناسبتين سنتي 1997 و2001 كما فاز بالعديد من الألقاب في بطولات دولية بينها دوريات نيويورك وميلانو وروما ومدريد، كما فاز بلقب البطولة العربية ثلاث مرات. اعتزال بلكايد ممارسة الجيدو لم يجعل قطيعة بينه وبين الرياضة التي عشقها منذ الطفولة، بل كان دافعا وراء إنشاء جمعية رياضية تعنى بتلقين هذا الصنف الرياضي لتكوين أبطال المستقبل اختار لها اسم مولودية سلاالجديدة شهر أكتوبر سنة 2004 بعد دورة أثينا، وهو المولود الذي نجح في الظهور بوجه مشرف بعدما فاز خلال العديد من المناسبات ببطولة المغرب وكأس العرش كما مثل المغرب في البطولة العربية.