اتهم رئيس الوزراء التركي طيب إردوغان إسرائيل "بإرهاب المنطقة" بقصفها قطاع غزة وشبه سياسية إسرائيلية بهتلر في انتقادات ستزيد على الأرجح من توتر العلاقات الهشة بين البلدين. واستأنفت إسرائيل يوم الثلاثاء هجومها على غزة بعد ست ساعات من فشل مبادرة لوقف إطلاق النار اقترحتها مصر في وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. وقتل ما لا يقل عن 184 فلسطينيا بينهم كثير من المدنيين منذ بدأت عمليات الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع. وقال إردوغان لأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه يوم الثلاثاء "تواصل إسرائيل إرهاب المنطقة متجاهلة تماما القانون الدولي ولا تقول لها دولة سوانا توقفي." وأضاف "لا يدوم استبداد للأبد.. إن عاجلا أو آجلا سيدفع كل مستبد الثمن ... لن يظل هذا الاستبداد دون حساب." وهتف مؤيدو إردوغان قائلين "تركيا فخورة بك". وتتوافق لغة خطابه مع قاعدة ناخبيه المحافظين غالبا لاسيما في الوقت الذي يسعى فيه ليكون أول رئيس تركي منتخب بشكل مباشر في الانتخابات المقررة في العاشر من أغسطس آب. وانتقد إردوغان أيضا نائبة في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي وهي على ما يبدو أيليت شاكيد العضو في حزب البيت اليهودي وهو حزب قومي متشدد. وقال رئيس الوزراء التركي "قالت امرأة إسرائيلية إنه ينبغي قتل الأمهات الفلسطينيات.. أيضا. وهي عضو في البرلمان الإسرائيلي. ما الفرق بين هذه العقلية وعقلية هتلر." واتهمت وسائل إعلام مؤيدة للفلسطينيين شاكيد الأسبوع الماضي بالتحريض على العنف بعدما نشرت مقتطفات من كتابات صحفي إسرائيلي على موقع فيسبوك تقول إنه ينبغي قتل "أمهات الاستشهاديين" أيضا في إشارة إلى أمهات المفجرين الانتحاريين الفلسطينيين. وجاء في المقتطفات التي نشرتها "ينبغي أن يمضين على درب أبنائهن. لا شيء أعدل من ذلك. ينبغي أن يذهبن... وإلا فسوف ينشئن المزيد من الثعابين الصغيرة هناك." وأكدت متحدثة باسم شاكيد يوم الثلاثاء نشر تلك المقتطفات لكنها نفت أن تكون قد حرضت على العنف. وقالت المتحدثة "من غير المعقول القول إن عضو الكنيست شاكيد قد دعت إلى إيذاء الأبرياء. عضو الكنيست شاكيد تدين العنف بأي شكل." ومن المرجح أن تزيد تصريحات إردوغان من تعقيد العلاقات بين البلدين التي هوت لأدنى مستوى لها في 2010 عندما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية السفينة التركية مرمرة التي كانت ضمن قافلة مساعدات تتحدى الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وقتل عشرة أشخاص خلال الاقتحام. وتزايدت مساعي إصلاح العلاقات في الشهور الماضية بعدما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الغارة وتعهد بدفع تعويضات في إطار عملية تقارب توسطت فيها الولاياتالمتحدة. ولمح إردوغان في وقت سابق من العام الحالي إلى أن الجانبين قريبان من التوصل إلى اتفاق.