سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعية الحليب.. حقق إنجازه الأول وهو بالقسم الثاني وفاز بألقابه الكثيرة تحت اسم الأولمبيك البيضاوي 1/2 فاز بكأس العرش سنة 1983 والتحق بالقسم الأول سنة 1986 ووزع الفرجة من ملعب تيسيما
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. الحديث عن فريق الأولمبيك البيضاوي، صانع النجوم، يتطلب أكثر من حلقة واحدة، فلم يكن يوما مجرد فريق عادي في بطولتنا الوطنية، لقد كان فريقا رائعا بحمولة ثقيلة من الألقاب والنجوم، كان اسما كبيرا استحق احترام كل أنديتنا الوطنية، الفريق الذي بدأ مساره تحت اسم جمعية الحليب البيضاوية ليتحول إلى فريق الأولمبيك البيضاوي، ثم غاب عن ساحة الكرة بعد الاندماج التاريخي مع الرجاء في سنة 1995. في سنة 1904، كان تاريخ ميلاد ناد رياضي صغير من طرف مجموعة من الفعاليات المغربية والفرنسية، اختار له مؤسسوه اسم جمعية الحليب، النادي الذي ضم مجموعة فروع رياضية أخرى، وكبر سنة بعد أخرى لينضم في عهد الاستقلال إلى جامعة الكرة، شق الفريق طريقه في بطولة القسم الثالث، كانت المنافسة قوية بين أندية أخرى تبحث لنفسها عن مقعد في القسم الثاني، لم يكن الأمر سهلا، فقد كان لابد من تكثيف الجهود وجلب لاعبين جيدين ودخول سباق محموم تسعى أندية أخرى كثيرة لكسبه، كان فريق جمعية الحليب ينشط البطولة في الأقسام الصغرى، وكان عليه أن ينتظر طويلا ليبلغ حلمه بعد طول سنين.. في ذلك التاريخ، كانت هناك أندية عديدة تحت وصاية مجموعة شركات، كان هناك خصم عنيد لجمعية الحليب اسمه «كروش»، الفريق الذي يمثل شركة للمشروبات الغازية، يغيب الفريق الآن عن ساحة الكرة ويغيب معه حتى اسم المشروب الغازي.. ففي نهاية سبعينيات القرن الماضي سيجد فريق جمعية الحليب نفسه طرفا في مباراة السد للصعود إلى القسم الثاني، والخصم لم يكن فريقا آخر غير «كروش».. انهزمت جمعية الحليب وخسرت رهانها الكبير، شكل ذلك صدمة لكل فعاليات النادي الذي انتظر طويلا هذه اللحظة، فقد كان حلم الفريق أن يخرج للأضواء، أن يهرب من قسم ثالث تجهض فيه كل الولادات الجميلة.. لكن الحظ ابتسم للفريق بعد انسحاب مفاجئ لشركة كروش وانضم فريق جمعية الحليب إلى أندية القسم الثاني، هذه المرة، كان لزاما على الفريق أن يغير استراتيجيه اللعب، كان عليه أن يرمم صفوفه بلاعبين جدد، ويهيء نفسه لكتابة صفحات أخرى جديدة في تاريخ الكرة المغربية، وهو الأمر الذي قام به النادي وأصبح ندا قويا لفرق أخرى كثيرة. لم يتوقف حلم الفريق عند عتبة الصعود إلى القسم الثاني، فقد أصبح واحدا من الفرق التي تنافس بقوة للحصول على الألقاب، كان طموح اللاعبين كبيرا في أن تزداد شعبية الفريق.. فبعد أربعة أعوام فقط على التحاقه بالقسم الثاني، سيسجل هذا الفريق اسمه في لائحة الفرق المتوجة بكأس العرش، كان ذلك سنة 1983 بالدارالبيضاء، وكان الخصم من العيار الثقيل، ولم يتوقع أكبر المتفائلين أن ينهزم الرجاء في مباراة كان هو حصانها الرابح، لقد فجر فريق جمعية الحليب مفاجأة من العيار الثقيل، هزم الرجاء في مباراة تاريخية، وجاء جمهور عريض يسأل عن هذا النادي الذي كان يركن في الظل ودخل بقوة دائرة الضوء، نال احترام خصومه، وتضاعفت طموحاته، فقد كان الهدف هذه المرة هو الصعود للقسم الوطني الأول، آمن الفريق بإمكانياته، فقد كان كل لاعبي الفريق يعلمون في قرارات أنفسهم أن بداية الألف ميل تبتدئ بخطوة واحدة. بعد إنجاز الفريق التاريخي، بعد أول لقب للنادي، دخل الفريق مرحلة التحدي، أصبح التفكير في الانتقال إلى قسم آخر أكثر إثارة، فقد تعاهد اللاعب والمدرب والمسير على أن يكون لفريقهم حضور في القسم الأول، ولم يتأخر أمر التحاقهم بقسم الصفوة طويلا، ففي سنة 1986، سيعبر الفريق للقسم الأول بنجاح، سيحلم بثقة، وسيغير اسمه إلى الأولمبيك البيضاوي، وتلكم سادتي حكاية أخرى لفريق سيحقق في ظرف وجيز ما عجزت أندية أخرى حتى عن الحلم به. (يتبع...)