لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. للطاهر لخلج العديد من الطرائف كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من اللاعبين، غير أن ما يوحدها جميعا هو كونها اتسمت بالصعوبة ولم تكن البتة سهلة، بل منها من جعله على مشارف الموت لولا الرحمة الإلهية. يقول لخلج في حديثه مع «المساء» سافرنا سنة 1989 إلى موريتانيا لخوض مباراة رفقة المنتخب الوطني برسم إقصائيات الكأس القارية، وقد كان الفندق بعيدا عن المطار، ولما وصلنا صحراء قاحلة توقف سائق الحافلة إيذانا بوصولنا غير أننا لم ننجح في رؤية المطار لكونه كان مغطى بالكامل بالكثبان الرملية فدخلنا للخلود للراحة بعد عناء طويل ورحلة شاقة بحكم أننا سافرنا إلى موريتانيا مرورا بمطار بروكسيل نتيجة الخصاص المادي الذي كانت تعيشه الجامعة وقتها وسعي المسؤولين عن تسيير الكرة خلال تلك الفترة وراء اقتناء التذاكر الرخيصة لتوفير بعض آلاف الدراهم». وتابع» إلى هنا الأمور عادية بحكم أننا تعودنا على مشاق التنقل صوب البلدان الإفريقية، غير أنه بعد تناول وجبة العشاء عرض عليه أحد المغاربة المقيمين هناك اصطحابنا إلى وسط المدينة، وهو ما قمنا به نحن 5 لاعبين على مثن سيارة من نوع «بيكوب» لكن رحلة العودة إلى الفندق في حدود الحادية عشرة ليلا جعلتنا نعيش كابوس رعب حقيقي، بعدما فاجئنا بعض الأشخاص خرجوا من تحت الرمال وطوقوا السيارة وهم يحملون في أيديهم رشاشات وبنادق موجهة صوب رؤوسنا، فتدخل مرافقنا وشرح لهم أننا لاعبين للمنتخب المغربي وأن مجيئنا هو لأجل إجراء مباراة أمام المنتخب الموريتاني، ولحسن الحظ فالبذلة الموحدة للمنتخب الوطني التي كنا نرتديها هي من أنجانا من اغتيال حقيقي». الطاهر واصل سرد بعد طرائفه قائلا « خلال سفرياتنا إلى إفريقيا كنا نعاني كثيرا ليس كما هو عليه الحال الآن لكنا حب الوطن والدفاع عن رايته كان ينسينا كل المصاعب» وتابع قائلا» كنا نحط الرحال بالعواصم الإفريقية لمواجهة منتخباتها غير أن المدن التي كانت تحتضن الملاعب المخصصة للمباريات كانت بعيدة ووسائل النقل كانت غير مريحة، لدرجة أنني رفقة مجموعة من اللاعبين كنا نقطع مسافات طويلة ونحن واقفين بحكم أن كراسي الحافلات كانت ضيقة جيدة، لقد كنت أقف رفقة الزاكي والعلوي زكرياء ونقطع مسافات، وما أتحدث عليه كان بالخصوص سنوات 1988 و1989 و1990». بصم الطاهر لخلج، أحسن ممر في مونديال 1998 بفرنسا، على مسار كروي جيد استهله رفقة الكوكب المراكشي وأعير إلى الكمال المراكشي قبل أن يعود إلى الممثل الأول لعاصمة النخيل، الذي كان بوابته نحو الانتقال إلى فريق ليريا البرتغالي موسم 94/95 ومنه إلى بنفيكا البرتغالي خلال الموسم الموالي حتى سنة 1999 التي ترك خلالها البرتغال ليتوجه إلى انجلترا للدفاع عن ألوان فريق ساوتهامبتون حتى سنة 2002 التي انتقل خلالها إلى فريق تشارلتون، الذي لعب له حتى سنة 2004. شارك لخلج في 3 كؤوس افريقية خلال دورات 1992 بالسنغال و1998 ببوركينافاسو و2000 بنجيريا ومالي، وشارك في نهائيات كأس العالم نسخة الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1994 وفرنسا سنة 1998. فاز لخلج ببطولة المغرب رفقة الكوكب المراكشي كما توج بثلاثة كؤوس للعرش في وقت فاز فيه والده بكأس أخرى حينما كان حارسا للفريق الأحمر، واختير كأفضل لاعب خلال موسم 93/94 وخاض نهائي كأس البرتغال وربع نهائي كأس أوروبا ولعب عصبة الأبطال الأوروبية وفاز ببرونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط باليونان سنة 1987 كما كان من أفضل لاعبي خط الوسط الذين حملوا قميص المنتخب.