اندلعت مواجهات دموية، صباح أول أمس الأحد، بين مهاجرين سريين يتحدرون من دول أفريقية بسبب خلافات حول المجموعة التي لها الحق بالظفر بركوب أول قطار متجه نحو الناظور بالتخفي. وقالت المصادر إن هذه الحروب الأهلية بين المجموعات الأفريقية، التي تظل مرابطة في الأحراش وقنوات الصرف الصحي والخرائب المهجورة بالقرب من محطة القطار، استعملت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة البيضاء، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المتناحرين ونقل عدد منهم إلى أقسام المستعجلات. وشهدت المنطقة المجاورة لمحطة القطار حالة شد وجذب بين المتناحرين، فيما أصيب عدد من المارة بالرعب جراء حدة هذه المواجهات. وأفادت المصادر أن جزءا من الأفارقة المتناحرين نقل إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي للمدينة، بينما نقل جزء آخر إلى مستعجلات المستشفى الجامعي الحسن الثاني، في محاولة من رجال الوقاية المدنية الذين أشرفوا على عملية نقل المصابين، الذين تجاوز عددهم 20 مصابا، تجنب نقل الاقتتال الطائفي بين المجموعات الأفريقية إلى أقسام المستعجلات. وأوضحت مصادر طبية بأن حالات المصابين خلال عمليات الاقتتال مستقرة على العموم، بعدما تدخلت الأطقم الطبية لتضميم الجروح. وأضافت المصادر أن أغلب الإصابات كانت في وجوه المتناحرين وأيديهم. وقالت إن الإصابات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك استعمال الأسلحة البيضاء في هذه المواجهات الدامية. وسجلت مدينة فاس، في الآونة الأخيرة، تواجدا مكثفا للمهاجرين السريين المتحدرين من دول أفريقيا وجنوب الصحراء. وتعد المدينة، بالنسبة لهذه الأفواج المهاجرة، محطة عبور أساسية للوصول إلى الغابات التي تفصل مدينة الناظور عن مدينة مليلية المحتلة. وجرت مواجهات مماثلة، أول أمس الأحد، بين مهاجرين أفارقة يستعدون لاجتياز الأسلاك الشائكة التي تفصل الناظور عن مليلية المحتلة. وذكرت المصادر بأن المواجهات التي استعملت فيها الأسلحة البيضاء والعصي خلفت إصابة حوالي 20 شخصا، أدخلوا إلى المستشفى الإقليمي الحساني لتلقي العلاجات. وأضافت المصادر نفسها بأن المواجهات اندلعت في غابة «غورو غور» بين متحدرين من جنسيات مالية وكاميرونية. وقال مصطفى جبور، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع فاس سايس، إن تصريحات بعض الأفارقة في المستشفى بفاس توحي بأن عددا منهم تم ترحيلهم من مدينة الناظور عبر حافلات قبل تركهم في الخلاء في مدخل مدينة فاس. وأضاف بأن بعضهم أصيب بكسور ورضوض، وأن تصريحاتهم الموثقة في شريط فيديو تشير إلى حدوث مواجهات بين مجموعات منهم بسبب نشوب صراع حول من له الأولوية في اجتياز الأسلاك بين الناظور ومليلية. وصرح بعضهم بوجود إصابات خطيرة في صفوفهم، متحدثين عن تدخل لحرس الحدود في حقهم. وقال جبور إن السلطات مطالبة بأن تراعي كرامة المهاجرين الأفارقة في مثل هذه التدخلات، وفقا لما هو منصوص عليه في الاتفاقيات الدولية الخاصة بالهجرة والمهاجرين.