في قفشات مثيرة، عاد شباط مرة أخرى إلى الواجهة. فقد تراجع شباط، عمدة فاس والأمين العام لحزب الاستقلال، عن نفي تهديداته بالاستقالة الجماعية من المجلس الجماعي للعاصمة العلمية بسبب الإطاحة مرتين بتصميم التهيئة، على خلفية «حرب الحدود» بين المدينة وجماعة أولاد الطيب القروية، لكنه وجه انتقادات لاذعة إلى الإسلاميين وكذا وزارة الداخلية. وقال شباط وهو يتحدث عن «أم الوزارات»، وهو اللقب الذي عرفت به وزارة الداخلية سابقا، إن عليها أن تكون في خدمة الشعب وليس في إرهابه، دون أن يقدم أي أسباب لنزول هذه التصريحات المدوية، التي أطلقها في لقاء عمومي عقده مساء أول أمس الجمعة في مركب ثقافي، عوّض به دورة استثنائية للمجلس الجماعي كان من المفترض أن يعقدها في نفس اليوم قبل أن يتراجع عنها في إطار «تصعيد مفاجئ» ضد وزارة الداخلية يأتي في سياق الاستعدادات التنظيمية واللوجستية لإجراء سلسلة من الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية سنتي 2015 و2016. ونعت شباط مشروع الجهوية، الذي يتم إعداده في مطبخ وزارة الداخلية ب»المتخلف»، وقال إن الحكومة بهذا المشروع تريد إرجاع المغاربة إلى ما أسماه «القرون الوسطى»، قبل أن يضيف بأن «هذا المشروع لا وجود فيه لرائحة ولو قليلة لما يمكن أن نسميه الجهوية الموسعة». وشرح أسباب تحفظه على المشروع بالتأكيد على أن الرئيس في الشكل هو الآمر بالصرف، ولكن وراءه وكالة للتنمية. وزاد قائلا إن المنتخبين في ظل هذا المشروع ليس لديهم أي دور، وهو ما يتنافى، يضيف شباط، مع ما تضمنه الخطاب الملكي لتاسع مارس وبعده مقتضيات دستور 2011، قبل أن ينقل طلقاته النارية صوب ما أسماه «التنظيم العالمي للإخوان المسلمين»، الذي حذر من ترك المجال له ليتقوى في المغرب باستغلال السلطة وأموال الدولة وإغراق الإدارة بالموظفين واختراق الجهاز الإداري. وفي قفشاته المثيرة، قال شباط إن هذا التنظيم يلتقي مع الصهيونية في الجوهر، وأن البلاد مع كامل الأسف بين أيادي الشر، مضيفا بأنهم، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، ناس يرغبون في أن يكونوا لوحدهم أو أن يحرقوا كل شيء. وأشاد شباط، الذي سبق له أن قال في قياديين اتحاديين ما لم يقله مالك في الخمر، بالتقارب الحاصل بين حزب «الوردة» وحزب «الميزان». وأشار إلى أن هذا التقارب سيمكن من تحقيق أجندة الإصلاح. في المقابل عاد ليوجه سهام انتقاداته الحادة إلى حكومة بنكيران، ناعتا إياها ب»حكومة الخوانجية» ذات الارتباط بالتنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين. كما انتقد أداءها في قطاعات الصحة والتعليم، وغلاء المعيشة، واتهمهما ب»الكذب» و»النفاق»، و»سرقة التضحيات في ليلة مظلمة»، في إشارة منه إلى خرجات حركة 20 فبراير، التي مهدت الطريق لفوز حزب العدالة والتنمية بنتائج مهمة في الانتخابات الماضية، والتي قادته إلى رئاسة الحكومة. وحذر بنكيران من «كوارث» اجتماعية بسبب الزيادات المرتقبة بعد شهر رمضان، ومنها زيادات تهدد بإرجاع المغاربة إلى عهد «القنديل»، وإيصال المغرب إلى «الحضيض»، حسب تعبيره.