لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. آخر ظهور للمنتخب المغربي في المونديال كان سنة 1998 رفقة المدرب الفرنسي هنري ميشال، وهي النسخة التي شهدت خروج «الأسود» من الدور الأول بعد خسارة البرازيل أمام النرويج، في الوقت الذي لم تخلو فيه الأجواء داخل المنتخب الوطني، وقتها، من أحداث ظلت طي الكتمان. الدولي السابق عبد الرحيم وكيلي لم يتواني في حديثه مع «المساء» عن البوح ببعض الأسرار التي اعتبرها من الطرائف التي ميزت مسيرته مع المنتخب المغربي، خصوصا خلال مونديال فرنسا 1998 الذي ترك خلاله «الأسود» انطباعا جيدا. يقول الواكيلي في حديثه مع «المساء»:» كنا نستعد لمباراة البرازيل وكان إلى جانبي المرحوم الحارس عبد القادر لبرازي حينما توجه صوبنا المدرب الفرنسي هنري ميشال ومنحني قميص التداريب رفقة اللاعبين الرسميين وطلب مني التحضير بشكل جيد والتركيز على المباراة المقبلة من منطلق أنني سأشارك خلالها كرسمي، وهو الشيء ذاته بالنسبة للمرحوم لبرازي». وزاد قائلا:» واصلنا الاستعداد قبل المباراة وكلنا جرعات إضافية من الفرحة والسرور بمشاركة قريبة، غير أنه يوم المباراة أعلن عن التشكيلة التي ستواجه منتخب الصامبا وتفاجأنا لخلوها من اسمينا، وهو ما شكل صدمة لنا جعلتنا نحس بالكثير من الغبن والاستياء». الوكيلي شدد على كون الأحداث لم تقف هنا، ومضى قائلا:» المرحوم لبرازي لم يفهم شيئا فما كان منه سوى توجيه ضربة له ب «حك ديال دانون ديال الزجاج» لحسن الحظ لم يصبه بعدما تفاداه برد فعل سريع وإلا لكان في عداد المفقودين، وهو ما فسر الحالة التي كان عليها المرحوم لبرازي وقتها:» وتابع:» حاولت ضبط الأعصاب حتى لا أؤثر على الأجواء قبل المباراة، وبعد نهايتها تقدم نحوي المدرب الفرنسي وسألني عن رأيي بخصوص المواجهة وتقييمي للأداء العام وقال لي إنه كان يتوجب علينا اللعب بثقة أكبر، فكان ردي:» أنت ماشي راجل» ولم يكن عليك توزيع الوعود قبل المباراة، وكان حريا بك أن تخبرني قبل موعدها بوقت كاف حتى تهيئنا نفسيا للمستجد لا أن تتركنا نحلم باللعب وتخبرنا بقرارك في آخر لحظة». وزاد:» المدربون المحترفون هم من يجيدون تهيئ اللاعب نفسيا وذهنيا وجعله يتقبل القرارات بصدر رحب عن طريق الإقناع لا العمل على توزيع الوعود يمينا وشمالا قبل الإقدام على خطوات مغايرة لا تمث بصلة لما وعدنا به». واستطرد قائلا:» أنا كلاعب محترف تقبلت الأمر في البداية غير أنني أقدمت بعدها على سلوك ندمت عليه فيما بعد لأنني أحسست بأن ما قلته له لم يرقه وغادر مكسور الخاطر متأثرا بكلامي». وأوضح وكيلي أنه كان مسافرا رفقة المنتخب الوطني إلى إثيوبيا وتم تخصيص طائرة عسكرية لنقل اللاعبين، وأضاف:» كنت متعودا على السفر عبر الخطوط الألمانية بحكم ممارستي بالدوري الألماني غير أنني لما عاينت الطائرة وأخذت مكاني بداخلها في منظر مشابه للعساكر انتابني الكثير من الخوف وكنت على وشك النزول والاعتذار عن الرحلة لكن الواجب الوطني جعلني أواصل الرحلة التي كانت من بين الرحلات التي لن أنساها طوال حياتي». وارتبط المسار الرياضي لوكيلي، الذي يستقر بمنطقة الهرهورة الساحلية بتمارة، بالدوري الألماني رفقة كل من جيكشيم ومينز 05 وميونيخ 1860 وبرلين قبل خوضه لتجربة احترافية بالدوري اليوناني رفقة فريق سكودا زانتي.