قصة غريبة عاشتها منطقة عين تاوجطات بإقليمالحاجب، في الأسبوع الماضي، بطلها مستشار جماعي كان يرتدي قبعة «مخبر» للشرطة، و»صحفي» يدير جريدة محلية، قبل أن يتهم بالوقوف وراء التخطيط لعملية نصب وابتزاز، أسفرت عن الإطاحة به، رفقة بعض «معاونيه»، وتقديمهم للمحاكمة في حالة اعتقال، حيث كشفت التحريات على أن الأسرة التي كانت ضحية الإخبارية المغلوطة للمستشار الجماعي «المخبر» باعت أخيرا وعاء عقاريا بقيمة 700 مليون سنتيم، ما فتح شهية المتهمين بالتورط في العملية إلى التخطيط لسيناريو الزج بأحد أفرادها في السجن لإجبارها على الرضوخ لعمليات ابتزاز. المصادر قالت إن «المخبر» الذي غير انتماءاته الحزبية لأكثر من مرة، وانقلب ذات اليمين واليسار، نقل «إخبارية» حول وجود شبكة تتاجر في المخدرات في إقليمالحاجب، ما استنفر عناصر الشرطة، قبل أن يتبين، بمحض الصدفة، والشرطة تخطط لتنفيذ تدخل كبير في حق المشتبه بهم، بأن المستشار الجماعي صاحب «الإخبارية» المغلوطة هو الذي وقف وراء حبك سيناريو هذه المخدرات بغرض الزج بأفراد أسرة في السجن، قبل أن يتدخل ك»بطل» له علاقات نافذة في ربط الاتصالات من أجل الإفراج عنهم. لكن هذا السيناريو الفاشل كشف عن شبكة المستشار الجماعي بجماعة عين تاوجطات، وعن إخباريته المغلوطة، ما أدى إلى اعتقاله. وكشفت التحريات حول قضية هذا النصاب بأنه خطط مع أربعة أشخاص لتوريط أشخاص آخرين في قضية ترويج مخدرات، وعمد إلى إخبار رجال الشرطة بأنه يتوفر على معطيات مهمة حول تاجر مخدرات يستغل ممر الجماعة لتهريب المخدرات من فاس إلى مكناس، ودل الشرطة على «مخبر» صغير للتنسيق معه من أجل إحكام القبضة على التاجر المفترض. وظلت عناصر الشرطة القضائية لمدة تقارب 48 ساعة في حالة استنفار، ولم يذق بعض عناصرها النوم، بغرض الوصول إلى المتهم المفترض، لكن الشرطة لاحظت أن «المخبر» الصغير بدأ يستعمل أساليب «مراوغة» في الوقت الذي قام فيه شخص بإيصال المخدرات إلى المنزل المشبوه، وأكد «المخبر» الصغير بعد مراوغات بأن المخدرات قد وصلت إلى المنزل وسلمت لسيدة مسنة، ولأن التوقيت المتأخر في الليل لا يسمح بتنفيذ المداهمة، قررت عناصر الشرطة العودة إلى المصلحة في انتظار اليوم الموالي، لكن «المخبر» عاد، في تصرف غريب، ليؤكد لهم بأن بإمكانه إجراء اتصال وإخراج البضاعة من المنزل. ونفذت العملية، لكن المثير هو أن الشخص المعتقل نفى أن تكون له علاقة بالاتجار في المخدرات، بينت المعطيات خلو سجله من أي سوابق، ما دفع المحققين إلى العودة بسيناريو القضية إلى بدايته، حيث وضع المستشار الجماعي و»مخبره» الصغير في قفص الاتهام، قبل أن يعترفا بالمنسوب إليهما، والكشف عن لائحة أفراد آخرين متهمين بالمشاركة في هذه العملية التي كانت ستؤدي إلى اعتقال شخص بريء بتهمة الاتجار في المخدرات، وبحوزته ما يقرب من 3 كيلوغرامات من مخدر الشيرا، وتزج به في السجن لعدة سنوات، بعدما سال لعاب المستشار الجماعي المتورط حول مبلغ مالي محدد في 700 مليون سنتيم حصلته العائلة من بيع وعاء عقاري في ملكيته بالمنطقة.