واجه المنتخب الالماني معاناة كبيرة أمام الجزائر يوم الاثنين قبل أن ينجح اندريه شورله ومسعود اوزيل في قيادتها للفوز 2-1 بعد وقت إضافي لتواجه فرنسا في دور الثمانية بكأس العالم لكرة القدم. وقدمت الجزائر أداء رائعا وواثقا لتكشف الدفاع الالماني الضعيف لكن في النهاية كانت قوة واللياقة البدنية لبطلة العالم السابقة هي العامل الحاسم. وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي نجح البديل شورله في وضع المانيا في المقدمة بعد دقيقتين من بداية الوقت الإضافي بعد تمريرة عرضية من توماس مولر. وأنهى اوزيل الحلم الجزائري بهدف في الدقيقة الأخيرة لكن عبد المؤمن جابو نجح في تقليص النتيجة للجزائر في اللحظات الأخيرة. وقال مجيد بوقرة مدافع الجزائر للتلفزيون الالماني "أظهرنا للعالم كله أن الجزائر تملك فريقا رائعا وشاهدت الجماهير في كل أنحاء العالم امكاناتنا." وعززت المانيا سجلها القياسي حيث استطاعت الوصول إلى دور الثمانية في كل البطولات التي شاركت بها منذ عام 1938 وهو الفوز الأول لها في ثلاث محاولات أمام الجزائر التي كانت تلعب في الدور الثاني لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها. وقال شورله "كنا نفضل أن نفوز بطريقة مختلفة. الجزائر قدمت مباراة رائعة. نجحوا في إيقافنا منذ البداية ولم نستطع أن ندخل الى أجواء المباراة." وأضاف "لكن ليس من المهم كيفية تحقيق الفوز. المهم أننا في دور الثمانية وسنواجه فرنسا." وحرم الفوز الجزائر - التي فازت على المانيا في دور المجموعات في نهائيات 1982 - من الثأر لما يعرف "بوصمة عار خيخون" بعد أن فازت المانيا 1-صفر على النمسا ليصعدا إلى الدور الثاني على حساب الجزائر. وهذا التاريخ كان حاضرا بقوة في المباراة التي أقيمت في بورتو اليجري حيث قال وحيد خليلوجيتش مدرب الجزائر إن ذلك قد يحمس الجزائر. وحتى نهاية الشوط الأول على الأقل كان يبدو أن الثأر يمكن أن يحدث. واحتاجت المانيا إلى وقت طويل للدخول في أجواء المباراة وكانت أغلب الفرص الخطيرة لصالح الجزائر عن طريق الهجمات المرتدة. وحاول لاعبو المنتخب الالماني تمريرة الكرة إلى مولر - الذي سجل تسعة أهداف في تسع مباريات سابقة في كأس العالم - لكن التمريرات كانت بعيدة عنه. وأظهرت الجزائر خطورتها مبكرا عدنما انطلق إسلام سليماني من الناحية اليسرى واضطر الحارس مانويل نوير للخروج لقطع الكرة. وسدد فغولي الكرة خارج المرمى. وأحرز سليماني هدفا في الدقيقة 16 لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل. وكانت الجزائر دائما الطرف الأخطر بفضل انطلاقات فوزي غلام وهلال سوداني من الناحية اليسرى لكن المانيا بدأت تظهر بشكل أفضل وسدد اوزيل أكثر من كرة من الناحية اليسرى لكن الحارس رايس مبولحي تصدى لهذه الكرات. وبدأت الخطورة تزداد على مرمى مبولحي ولعب مولر الكرة برأسه خارج المرمى وسدد توني كروس كرة قوية ردها الحارس إلى ماريو جوتسه الذي سدد الكرة في جسد مبولحي. وفي الشوط الثاني بدأت المانيا تسيطر على مجريات اللعب أكثر. وسدد شكودران مصطفى الكرة برأسه لكن الحارس الجزائري تصدى للمحاولة. وسدد فيليب لام قائد المانيا كرة من خارج منطقة الجزاء أبعدها مبولحي بصعوبة إلى ركلة ركنية. ولجأت الجزائر للدفاع أكثر حيث بدأت هجمات المانيا تزداد. لكن الهجمات المرتدة الجزائرية شكلت خطورة على الدفاع الالماني لتبقى إمكانية تحقيق المفاجأة قائمة. وأنقذ مبولحي ضربة رأس لمولر من مدى قريب ثم سدد الأخير كرة خارج المرمى. وفي الوقت الإضافي نجح شورله أخيرا في كسر مقاومة الجزائر قبل أن يضيف اوزيل الهدف الثاني لكن جابو قلص الفارق. وبخسارة نيجيريا أمام فرنسا يوم الاثنين أيضا تكون جميع الفرق الافريقية قد ودعت البطولة.