هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - ماهي أهم المشاكل الصحية، التي يعانيها الصائم خاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل؟ بالفعل يعاني الصائم، خاصة في الأيام الأولى من شهر الصيام، من مشاكل صحية تتسبب له في بعض النوبات نتيجة نقص في تناول الطعام، أبرزها: - الصداع وآلام الرأس: يحدث الصداع غالبا نتيجة نقص معدل السكر في الدم بسبب التوقف عن تناول المواد السكرية المحفزة على إنتاج الطاقة أو نتيجة التوقف عن استعمال التبغ من قبل المدخنين أو عن شرب المنبهات كالشاي والقهوة، لاحتوائها على مادة الكافيين المنبهة للجهاز العصبي. - الغثيان: يحدث الغثيان نتيجة هبوط مفاجئ في الضغط الطبيعي للأمعاء، عند التعرض إلى رائحة كريهة أو منظر غير مستحب أو نتيجة للألم الشديد أو التعب أثناء فترة الصوم. - الدوار: يتعرض الصائم غالبا إلى دوار مفاجئ، خصوصا عند النهوض من وضعية الاستلقاء بشكل سريع. - اضطراب الرؤية: يتمثل اضطراب الرؤية في حدوث ازدواج في الصورة وضعف بصري، سرعان ما يختفي تماما بعد انتهاء فترة الصوم. - الجفاف: يحدث الجفاف نتيجة النقص في كميات الماء المستهلكة أو فقدان كميات زائدة من سوائل الجسم، نتيجة القيام بمجهود بدني شديد أو ارتفاع درجة الحرارة أثناء فصل الصيف. - الإمساك: يحدث الإمساك بسبب تناول الأطعمة المنقاة وشرب كميات قليلة من الماء وتناول القليل من الألياف. - سوء الهضم والانتفاخ: إن الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار وكذلك الطعام المقلي والغني بالدهون والتوابل وبعض أنواع الطعام مثل البيض والملفوف وتناول المشروبات الغازية تسبب ذلك. - الكسل: يسبب انخفاض ضغط الدم أعراضا مثل التعرق الشديد، الضعف، التعب، الافتقار إلى الطاقة، الدوران وخاصة أثناء الوقوف، المظهر الشاحب، والشعور بالدوخة. وينجم ذلك بسبب قلة تناول السوائل والأملاح. - تشنج العضلات: تعود أسباب ذلك إلى نقص في الكالسيوم، المغنيزيوم والبوتاسيوم. ولمعالجة ذلك ينبغي تناول الطعام الغني بهذه المعادن مثل الخضروات، الفواكه، منتجات الحليب، اللحوم والتمر. وعلى مرضى ضغط الدم المرتفع، الذين يتناولون أدوية لذلك، وكذا المصابين بحصى الكلية مراجعة الطبيب. - القرحة المعدية: إن زيادة الحامض في المعدة الخالية من الطعام في شهر الصوم يفاقم من المشاكل المذكورة، ويشعر الصائم المصاب بهذه الحالات بالحرقة في منطقة المعدة وتحت الأضلاع. ويمكن أن ينتشر ذلك ليصل إلى الحلق. وتعمل الأطعمة الغنية بالتوابل، القهوة، والكولا على زيادة حدة المشكلة، وتتوفر في الصيدليات أدوية لهذه الحالات. أما بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص القرحة وفتق الحجاب الحاجز لديهم، فينبغي عليهم استشارة الطبيب. - بوصفك أخصائيا في جراحة الجهاز الهضمي، ما سبيل الصائم للتخلص من المشاكل الصحية سالفة الذكر، والتي تضر بصحته في رمضان؟ بالنسبة إلى الصائمين، الذين يعانون من آلام الرأس والصداع خلال رمضان، ما عليهم إلا أخذ قسط من الراحة أثناء الصوم والامتناع عن القيام بأي مجهود بدني أو ذهني زائد، مع تجنب الإضاءة القوية والضجيج. بالإضافة إلى إمداد الجسم بالكمية اللازمة له من السكريات أثناء الإفطار. أما الغثيان وسوء الهضم فيمكن التخلص منهما عن طريق التنفس العميق والبطيء، بحيث يكون الشهيق عبر الأنف والزفير عبر الفم، مع تكرار هذه العملية طوال فترة الصوم. وبالنسبة إلى الدوار أو ما يعرف ب«الدوخة» فيمكن تجنبه بالنهوض ببطء وإمداد الجسم بالماء اللازم له خلال اليوم السابق للصيام، لتحسين عمل الدورة الدموية، التي تعمل على إيصال الدم إلى المخ بكفاءة. وينصح للتخلص من الجفاف بتناول كميات كبيرة من الماء والسوائل الساخنة بين فترتي السحور والإفطار بمعدل كوب من الماء كل ساعة، فضلا عن تزويد الجسم بحاجته من الخضر والفواكه، مع تجنب التوابل الحارة وأطعمة الصوديوم التي تقوم بحبس الماء في الجسم. ونفس الأمر بالنسبة إلى الإمساك، حيث يمكن التخلص منه بتجنب الأطعمة المعالجة وزيادة شرب الماء واستخدام النخالة والخبز الأسمر. أما الانتفاخ فعلاجه يتم عبر تجنب الإفراط في الطعام، الإفراط في المشروبات الغازية والعصائر، وتجنب الطعام المقلي والأصناف المسببة للغازات. وفيما يتعلق بالكسل ينبغي على الصائم زيادة تناوله للسوائل والأملاح، وعليه أن يعرف بأن انخفاض الضغط يجب أن يؤكده الطبيب من خلال قياس ضغطه. - هل الصداع الذي يصيب الصائم يمكن اعتباره عرضا ناتجا عن الصوم فقط؟ هناك متاعب صحية تسبب الصداع مثل التهابات الجيوب الأنفية. ويمكن تناول أدوية مخفضة للاحتقان في السحور لتجنب الصداع. أما القيء فيحدث نتيجة عدة أمور، من بينها الصداع أو الألم. فعندما يشتد الألم ينبه العصب الحائر ويحدث القيء. وقد يكون القيء نتيجة متاعب القولون العصبي أو المعدة العصبية، ويمكن التغلب عليه بالأدوية المهدئة. - وماذا عن الصائمين الذين يصابون بالإسهال خلال رمضان؟ ينصح المريض المصاب بالإسهال بالإفطار، خاصة إذا كان الإسهال شديدا، إذ لا يستطيع المريض الصيام لعدم قدرة الجسم على تعويض ما يفقده من سوائل وأملاح بسبب الإسهال. وإذا صام المصاب بالإسهال، فقد يصاب بالجفاف وهبوط في ضغط الدم، أو يصاب بالفشل الكلوي. عبد الإله بنزاكور - أخصائي الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة بالبيضاء