أشار القيادي بحزب التقدم والاشتراكية محمد كرين، خلال الندوة التي نظمتها جريدة «المساء» يوم الأربعاء الأخير بأحد فنادق الدارالبيضاء والتي ستنشر تفاصيلها كاملة يوم الثلاثاء المقبل، إلى أن المؤتمر الأخير للحزب كشف عن بروز فئة شبابية جديدة في الحزب جاءت بهدف التسلق الإداري والبحث عن الامتيازات التي يوفرها الانتماء الحزبي. وفي معرض رده على سؤال يتعلق بتعاظم نفوذ الأعيان في الأحزاب الوطنية، أشار القيادي المنسحب من سباق الأمانة العامة إلى أن تحالف محترفي العمل الحزبي مع سماسرة الانتخابات أدى إلى تقوية ظاهرة الأعيان داخل الأحزاب السياسية المغربية. وفي معرض تقديمه للمحاور العريضة للندوة، تحسر محمد الساسي، الذي شارك في إدارة الندوة، على مكانة الاشتراكيين في المغرب في فترة الستينيات والسبعينيات؛ مشيرا إلى أن الشعب المغربي كان ينظر إلى المناضل الاشتراكي حينها «كنموذج للنزاهة والاستقامة في النضال، كما يضرب به المثل في النزاهة والوقوف ضد الفساد». وقال محمد الأشعري، القيادي الاتحادي السابق، الذي شارك بدوره في ندوة جريدة «المساء»، إنه لم يقدم استقالته من الاتحاد الاشتراكي، لأنه لا يعرف إلى من يجدر به أن يقدمها. وفي إشارة مبطنة إلى الاتحاد الاشتراكي، طالب الأشعري القيادات السياسية بالاعتراف بموت بعض الأحزاب وانتهاء مبرر وجودها، مستغربا استمرار البعض في تقديس هذه الأحزاب، ومطالبتها بلعب أدوار لم تعد قادرة عليها الآن. وأضاف وزير الثقافة الأسبق، في السياق ذاته، أن الأجيال الجديد من المغاربة ستجد نفسها أمام فراغ سياسي يجب تداركه بالتفكير في خلق تعابير سياسية بديلة عن الأحزاب القائمة الآن. واعتبر الأشعري أن ما يعيشه الاتحاد الاشتراكي من أزمات الآن قد ظل يجتره منذ تجربة التناوب، وقال: «حين تم حل مسألة الديمقراطية، لتجاوز مرحلة الاختناق التي عرفها النظام، بإشراك نسبي للحزب في الحياة السياسية، مع وضع حدود للإشراك لا يجب تجاوزها»، معترفا بأن إشراك الاتحاد الاشتراكي في الحكم «تم بصيغة التوافق وليس بمنطق التفاوض الشريف». وأكد الأشعري أنه لا يمكن تجاوز أزمة الأحزاب إلا بمعالجة الأزمة السياسية التي تعرفها الدولة. ومن جهته، اعترف عبد الواحد الفاسي بأن امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق لحزب الميزان، رفض دخول حركة التوحيد والإصلاح إلى حزب الاستقلال، مشترطا على إخوان بنكيران الدخول إلى الحزب كأفراد وليس كمجموعة. كما هاجم جهاز المفتشين الذي قال إنه أصبح يشكل عبئا على حزب الاستقلال، وإنه صار يلعب أدوارا مضرة بالديمقراطية وحائلة دون الحفاظ على ثوابت الحزب، بعدما تحول المفتشون إلى موظفين برواتب ولم يبقوا مناضلين يحرصون على الحفاظ على تماسك الحزب وإشعاعه وقوته كما كانوا عليه بعد تأسيس جهاز المفتشين عقب انشقاق رفاق المهدي بنبركة في 1959. وعاتب وزير الصحة الأسبق الصحافة المغربية على مساهمتها في الوضعية التي يوجد عليها حزب الاستقلال اليوم، معتبرا أنها بالغت في الحديث عن العائلة الفاسية داخل حزب الاستقلال، وساهمت بذلك في خدمة جهة معينة، في إشارة إلى حميد شباط، وتهييء الأجواء لها من أجل الهيمنة على الحزب وجعله في الحالة التي يوجد عليها اليوم. أما امحمد اكرين، المنسحب من التنافس على منصب الأمين العام في المؤتمر الأخير لحزب التقدم والاشتراكية، فقال إن حزبه، مثل باقي الأحزاب المغربية، أصبح مليئا بكائنات تنتمي إليه فقط لتعيش من ريعه، مطلقا على هذا النوع من الأعضاء اسم الأباراتشيون الجدد «Les nouveaux apparatchiks». وأضاف كرين أن حزب التقدم والاشتراكية أصبح ملتقى لمحترفي العمل الحزبي ومحترفي الانتخابات، الذين يملكون المال ويتقنون إدارة العملية الانتخابية.