عبر عدد من سكان حي قرية أولاد موسى بمدينة سلا، عن استيائهم الشديد لعدم تفاعل المكتب المسير لمقاطعة احصين مع شكاياتهم المرتبطة بعدد من المشاكل التي تعيشها المنطقة، وخاصة منها غياب الإنارة العمومية والترصيف. وندد عدد من المتضررين بسياسة الباب المسدود التي ينتهجها المكتب المسير للمقاطعة نتيجة رفض استقبالهم من قبل رئيس المقاطعة محمد بنعطية، واضطرارهم للانتظار لساعات طويلة من أجل إيصال معاناتهم دون جدوى، وهو السلوك الذي يتغير مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية. وقال أحد السكان في اتصال هاتفي مع "المساء" إن إصلاح مصباح واحد للإنارة العمومية أصبح يتطلب استجداء أعضاء من المقاطعة، عوض أن يبادروا في إطار المهام الموكولة إليهم إلى إصلاح الأعطاب التي تلحق بالإنارة، والتي تزيد من معاناة السكان، بسبب الخوف من حدوث اعتداءات إجرامية، علما أن المنطقة تعد من النقط السوداء من الناحية الأمنية، وأضاف بأن مطالب بعض المواطنين لا تتعلق بالتأهيل أو محاربة احتلال الملك العمومي، الأمر الذي يبقى مطلبا بعيد المنال، بل "يريدون فقط حقهم في الإنارة والترصيف". إلى ذلك انتقدت مجموعة من الفعاليات الجمعوية، بمقاطعة احصين، غض السلطات المحلية الطرف عن عدد من الممارسات غير القانونية بالمقاطعة بسبب استغلال وضعها الخاص لتحقيق مكاسب شخصية، وتسييرها بعقلية انتخابية من خلال سعي رئيس المقاطعة محمد بنعطية المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة لإنفاق جميع المنح المخصصة من طرف مجلس المدينة، لتعزيز شعبيته على حساب تأهيل المقاطعة، علما أن المجلس الجهوي للحسابات قام في وقت سابق بافتحاص عدد من الملفات، تمهيدا لإصدار تقرير في الموضوع. وكان عدد من أعضاء المعارضة قد وجهوا انتقادات قوية لرئيس المقاطعة، وطالبوا بالكشف عن الجهات التي تستفيد من سندات الطلب بالجملة، بعد أن تم اللجوء إلى تفتيت مبالغ مالية كبيرة، لتخصيص سندات طلب على مقاس بعض المحظوظين والالتفاف على القانون الخاص بالصفقات العمومية، من أجل تمريرها سرا، والتملص من رقابة المجلس في بعض الأحيان. واتهم معارضو محمد بنعطية بمجلس المقاطعة، بعدم احترام معايير الشفافية في منح سندات الطلب، وعدم اعتماد سياسة إنفاق تراعي الأولويات في منطقة تعاني من خصاص مهول في البنية التحتية وتجهيزات القرب. كما طالت لائحة الانتقادات الموجهة لرئيس المقاطعة غض الطرف عن الاختلالات الكثيرة في مجال التعمير. وحسب مصادر محلية، فإن طبيعة نشأة مقاطعة احصين، وافتقار أحياء بكاملها للتجهيز، شجع بعض الممارسات فيما يتعلق بإنجاز عدد من الشواهد والوثائق، ومنها الشواهد الإدارية التي وصفها مستشارون معارضون ب"البقرة الحلوب"، والشواهد الإدارية الخاصة بربط المساكن بالماء والكهرباء، وعدد من الشواهد التي يعود الاختصاص فيها لرئيس المقاطعة محمد بنعطية الذي حاولت "المساء" الاتصال به لإبداء رأيه، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية.