سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباط: مهمتنا إنقاذ البلاد من «القتلة» وسنعود للحكومة بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة وصف الحكومة الحالية ب«حكومة الكوارث» ودعا لإنشاء لجنة وطنية مستقلة للانتخابات
رفع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من جرعة هجومه على حزب العدالة والتنمية، ليصف أعضاءه خلال حفل تأبين الزعيم الاستقلالي الراحل عبد الخالق الطريس بطنجة يوم الجمعة الماضي، ب»القتلة»، قاطعا وعدا لأعضاء حزبه بالعودة للعمل الحكومي بعد الانتخابات البرلمانية القادمة ل»إنقاذ» البلاد منهم. شباط الذي ابتعد تماما عن موضوع اللقاء، انطلق خلال كلمته المطولة في هجوم عنيف على حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، معتبرا أن مهمة حزبه صارت هي إنقاذ البلاد وإصلاح ما أفسدته الحكومة الحالية. وكان للانتخابات الجماعية القادمة نصيب من كلمة شباط، حيث تهكم على كلام بنكيران حول إمكانية تزوير الانتخابات، قائلا إنه صادر عن عقلية غير مفهومة «فهو رئيس الحكومة والداخلية تحت سلطته، وهو بذلك مثل الطباخ الذي يتساءل عن سر ملوحة وجبة تولى هو طبخها.. هذا غير كلام غير معقول»، يقول شباط. وأورد شباط أن مفهوم نزاهة الانتخابات عند بنكيران هو فوز حزبه، ومفهوم التزوير هو خسارته، معلقا «لماذا لم يتحدث عن التزوير في انتخابات 2011، والتي كافأ كل الولاة والعمال الذين أشرفوا عليها، حتى أن أحدهم صار وزيرا للداخلية»، قبل أن يدعو لإنشاء لجنة وطنية مستقلة للانتخابات. وركز شباط بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمغرب حاليا، حيث قال إن الحكومة الحالية أغرقت المغرب بالديون، حتى صار كل مغربي مدينا لصندوق النقد الدولي ب30 مليون سنتيم، مقارنا الوضع بالحكومة السابقة التي كان يقودها حزبه «في الحكومة السابقة تم اقتراض 48 مليار درهم خلال أربع سنوات، وتم سداد أكثر منها، أما هذه الحكومة فتقترض 70 مليار درهم سنويا، حتى صار الرضيع بمجرد ولادته مدينا لصندوق النقد الدولي». واعتبر شباط أن همَّ بنكيران هو البحث عن «تهنئة كريستين لاغارد، وليس الشعب المغربي، لذلك أثقل المغاربة بالديون»، قبل أن يعلق بالآية القرآنية، «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، في إشارة إلى مديرة صندوق النقد الدولي. وفي سياق مقارنة الحكومة الحالية مع سابقاتها، قال شباط إن حكومة عباس الفاسي «فتحت باب التوظيف أمام الشباب، وشرعت في حوار اجتماعي جدي مع النقابات، وأقرت زيادات محترمة في الأجور»، معلقا حول ما يقوله بنكيران عن أنه وجد وضعا صعبا حين مجيئه إلى الحكومة، بأنه كلام كاذب وينم عن ضعفه. أوصاف شباط القدحية لبنكيران استمرت حول موضوع إصلاح صندوق التقاعد، حيث اعتبر أن رده لأزمة هذا الصندوق لعدم موت المغاربة، ينم عن «حماقة»، قبل أن ينتقل من المتقاعدين إلى الشباب ليعلن عن دعمه لمطالبهم بإيجاد وظائف عمومية لهم، قائلا إن الحكومة السابقة شرعت في ذلك فعلا، وإن حزبه قادرا على تشغيل المعطلين حال عودته لحكومة. واعتبر شباط أن بنكيران «رئيس حكومة ضعيف أساء لصورة المغرب داخليا وخارجيا، معلقا «هذا الشخص يتشاجر اليوم مع موظفة في دوزيم، بالله عليكم، من لم يستطع حتى تغيير موظفة، هل سيستطيع قيادة شعب؟» في إشارة إلى الصراع الحاصل بين سميرة سيطايل مديرة قطاع الأخبار بالقناة الثانية وبين رئيس الحكومة. وأورد شباط أن المغاربة يتأكدون يوم بعد يوم من «حكمة» قرار حزب الاستقلال بالخروج من الحكومة، قائلا أنه كان يلمس «ضعفا» في بنكيران عندما كان التحالف قائما «كنت أطلب منه عقد ندوة لكشف النقاب عن العفاريت والتماسيح، ولمصارحة المغاربة بأن هناك من يقاومون العمل الحكومي، لكنه كان يقول إنني كنت أستهدف الأغلبية»، وتابع قائلا «إننا أمام رئيس حكومة ضعيف لا يقبل به المغاربة الذين يريدون نموذجا مثل بوتين في روسيا او ميركل في المانيا». واعتبر زعيم حزب الاستقلال أن بنكيران استبدل منصب رئيس الحكومة برئيس الحزب، حيث غير الأطر العليا بالمناصب الرسمية بأعضاء من حزبه، وهو ما ينم، حسب شباط، عن «عقلية تسلطية»، واصفا حزب العدالة والتنمية بخيانة البلد وعدم الإيمان بالوطن كونه «يؤمن بمشروع دولي جعله يربط مصير المغرب بمصر وليبيا». وكان لحديث بنكيران الأخير عن دور المرأة في المجتمع المغربي، نصيب من انتقادات شباط، حين قال «اليوم يطلب بنكيران من النساء المغربيات البقاء في المنازل، فلماذا لم يلزم بذلك زوجته أولا وهي التي تظل طول اليوم داخل المدرسة الخاصة التي منحها إدريس البصري لزوجها». وفي تلخيص لتقييمه لعمل حكومة بنكيران، وصفها ب»حكومة الكوارث»، قائلا إنه في عهدها خرج المحامون والقضاة لأول مرة للاحتجاج، وحوكم الأساتذة في سابقة في تاريخ المغرب، مضيفا أن الحكومة الحالية لم تأت بمشروع تنموي واحد «لولا الملك لما عرف الشمال التنمية، وكل مشاريع الحكومة الحالية بطلقتها الحكومة السابقة»، يقول شباط. ولم يفوت الأمين العام لحزب الاستقلال الفرصة، ليذكر بالمواجهة البرلمانية لحزبه مع بنكيران حول موضوع مهربي الاموال إلى الخارج، قائلا إن حزبه رفع دعوى قضائية ضد بنكيران، داعيا القضاء للتحلي بالاستقلالية، لحماية الأحزاب من «ظلم بنكيران الذي صار يقذف الجميع بالحجارة» على حد وصف شباط.