بعد انتهاء المدة القانونية لعمل لجنة الأغنية في الإذاعة الوطنية في شهر دجنبر الماضي، مازال الغموض يلف مصير هذه اللجنة التي تعرضت لعديد انتقادات، في ضوء الحديث عن إمكانية إلغائها نهائيا، وفي وقت أكدت مصادر مقربة من هذه اللجنة ترويج أسماء داخل كواليس الإذاعة الوطنية، احتجت فئة ثالثة على اختيار الإذاعة الصمت الذي صار «الكود» الجديد لمسؤولي تلفزيوننا المغاربة. وفي هذا الإطار، قال الصادق الزاهر عضو لجنة الأغنية بالإذاعة وعضو مؤسس لاتحاد النقابات الفنية في اتصال مع «المساء»: «منذ أربعة أشهر لم نجتمع، ولا نعرف مصير اللجنة، هناك تخمينات للبعض حول تشكيل لجنة جديدة للأغنية، لكن هذا غير مؤكد، وليس هناك شيء رسمي في الموضوع، ولكننا في الوقت ذاته لم نخبر بأي شيء عن اللجنة الحالية ومصيرها». وأضاف الصادق الزاهر: «كان هناك اقتراح في البداية أن توقع اللجنة الحالية عقدا لمدة سنتين في عهد المديرة السابقة للإذاعة لطيفة أخرباش، إلا أنه تم التوقيع لسنة واحدة، وتم التمديد لأربعة أشهر إضافية، في انتظار الاتفاق على تجديد عقد جديد، ورسميا لحد الآن لم أتوصل بأي اتصال رسمي حول تمديد عمل اللجنة واستمرارها أو أي قرار آخر في الموضوع». وفي الوقت الذي تعذر فيها الاتصال بمصطفى بنبالي المسؤول بقسم الأغنية بالإذاعة الوطنية بسبب ما أسماه أحد موظفي القسم بحضور بنبالي لاجتماع «مطول» بشكل لا ينسجم والكساد الذي يعرفه واقع الأغنية الذي لا يحتاج إلا إلى العمل فقط، وليس للاجتماعات المطولة، نفى الملحن أحمد العلوي ونقيب النقابة المغربية للمهن الموسيقية علمه بمصير لجنة الأغنية بالإذاعة، وبعدم انتقد بعض الأعضاء الذين يفتقدون بحسب رأيه الكفاءة للحكم على إنتاجات وإبداعات الرواد في المجال الفني، وبعدما تساءل عن مسؤولية بث الأغاني التي تسيء إلى الذوق المغربي وتسيء إلى الفن الأصيل، اعتبر الملحن أنه ليس من المقبول أن لا تنتج الإذاعة أغاني للمبدعين المغاربة الذين يعيش عديدهم عطالة دائمة. وبلغة متحسرة، يضيف أحمد العلوي في تصريحه للمساء: «لقد تكلمت مع مدير الإذاعة في الموضوع، و«ماعطانيش راس الخيط»، وهذا لا يمنعنا من التأكيد على أن دور لجنة الأغنية حيوي وضرورة وجودها لا تناقش، شريطة أن تتوفر في عضويتها على كفاءات كما ذكرت سابقا، تستند في اختياراتها على معايير فنية حقيقية قادرة على أن تصد عنا الموجة الآتية من أغاني الدرجة الثانية وتمنع بث «سيديهات» في الإذاعة تم اقتناؤها من الأسواق المقرصنة بمبلغ لا يتجاوز خمسة دراهم. من جهة أخرى يؤكد أحمد العلوي أنه قبل الحديث عن مآل لجنة الإذاعة، وجب طرح السؤال التالي: «آش دارت لينا هاد اللجنة كاع»، ماذا حققت هذه اللجنة للأغنية المغربية؟ هل حققت سقف 60 حلقة في السنة و120أغنية في مدة سنتين كما ينص عليه دفتر تحملات الإذاعة؟ هل سمعت شخصيا هذا العدد من الأغاني، يجب أن يلتزم الأعضاء بميثاق أخلاقي مع أنفسهم، قبل أن يلتزموا مع المستمع المغربي، يجب أن يعي هؤلاء ماذا يقررون، ولا يجب أن ننسى دور «الهاكا» في هذا الملف، في هذا السياق لازلنا ننتظر مبادرات حول تطوير عمل هذه اللجنة، ربما قد يكون هناك توجه نحو جعل عمل اللجنة بشكل دائم، وهذا يطرح السؤال حول هوية الأعضاء وما هو مستوى تمثيلية النقابات الفنية( التي تشتغل ولا تسيء للمجال) الحقيقية القادرة على الالتزام الأخلاقي والمهني». وفي ذات الإطار اعتبر ملحن مشهور طلب عدم نشر اسمه أن لجنة الأغنية لم تقدم أي شيء للأغنية المغربية وأن أهم الأسماء الفنية المغربية (العربي الكواكبي، عبد الله عصامي، عبد الواحد التطواني، نادية أيوب، حياة الإدريسي، نعيمة سميح....) لم تنتج لها الإذاعة في السنتين الأخيرتين أية أغنية، وهذا يطرح برأيه السؤال حول حصيلة هذه اللجنة ومستقبلها.. وفي رده على سؤال المساء حول اجتماع اللجنة، أضاف: «بعض أعضاء اللجنة محترفون ولهم التزامات فنية، مما يتعذر معه الاجتماع بهم، من جهة أخرى يجب ألا ننسى أن عدم اجتماع الجنة يعني عدم التأشير لتسجيل أغان، وهذا ما يترتب عليه عدم اشتغال الفنانين وبقاء الأجواق الفنية بدون عمل. وبرر الملحن لجوء العديد من الفنانين إلى البحث عن قنوات إنتاجية أخرى دليلا على أن اللجنة غير مجدية، ولم تقدم أي قيمة مضافة للأغنية المغربية، وذكر في هذا الإطار بأن أحد أثرياء العرائش قام مؤخرا بمبادرة لدعم الإنتاجات الفنية، كما تكفل بتمويل إنتاج أكثر من ثلاثين أغنية مغربية، في وقت لا زلنا ننتظر نتائج اللجنة ونتساءل عن مستقبلها. ويذكر أن لجنة الأغنية الحالية التي تنتظر التجديد أو التغيير تضم في عضويتها كلا من الطيب لعلج، كريمة الصقلي، حسن ميكري، أحمد عيدون مستشارا، العكاف، محمد الزيات، الصادق الزاهر، الهواري، عبد الصمد دينيا وأحد أعضاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية... وللإشارة، فقد شهد عمل اللجنة وتركيبتها صراعا قويا بين النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة والنقابة المغربية للمهن الموسيقية، كما شهدت الأخيرة اختلافا بين أعضائها حول الكيفية التي مثل بها محمد الزيات وعضو آخر في نقابة العلوي في لجنة الأغنية في الإذاعة الوطنية.