قبل سنوات اختار عبد الإله أكرم رئيس الوداد الرياضي أن يتعاقد مع بينيتو فلورو المدرب الأسبق لريال مدريد، ليقود الفريق «الأحمر» في منافسات البطولة، بيد أن هذا المدرب سرعان ما وجد نفسه خارج الوداد، قبل أن يدخل في نزاع مع الفريق ويحكم له الاتحاد الدولي(فيفا) بالحصول على تعويضات مالية قدرت قيمتها في 400 مليون سنتيم. اليوم يتكرر السيناريو نفسه، وها هو الوداد يتعاقد مع مدرب سابق لريال مدريد مرة أخرى، وهو الويلزي جون طوشاك البالغ من العمر 65 سنة، والذي خاض أخر تجربة تدريبية له بأزربيدجان بلد الغاز والبترول. ليس المجال هنا للحديث عن مسار طوشاك كمدرب، أو لاستعراض سيرته الذاتيه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل يكفي التعاقد مع مدرب له اسم معروف، لتمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، وهل يكفي أن تبدأ أسطوانة الحديث عن التعاقد مع مدرب «عالمي» في الدوران ليسود الاقتناع أن الفريق سيكون بخير. إن تجربة بينيتو فلورو مازالت راسخة في الأذهان، لقد فشل هذا المدرب مع الوداد، ليس لأنه لايملك الكفاءة التي تخول له النجاح، ولكن لأن الأهداف التي تعاقد من أجلها مع الفريق أصبحت مختلفة تماما عن أهداف مسيري الفريق. لقد جاء فلورو بهدف منح الفرصة لشباب الوداد وتكوين فريق بمقدوره أن يقول كلمته لسنوات طويلة، وبدأن نتابع كيف أن هذا المدرب بدأ يعتمد على لاعبين بمؤهلات خاصة كجواد إيسن وأمين العطوسي وعلي الراشدي وأيوب القاسمي، والمهدي حيبان، وغيرهم... لكن تسرع مسؤولي الوداد سرعان ما نسف هذا المشروع، ليدخل الفريق مرحلة أخرى من التخبط، والتغييرات المتكررة للمدربين. اليوم، جاء طوشاك، والمفروض أن يجد هذا المدرب كل الأجواء ليقوم بعمله، وليتسنى الاستفادة من خبرته، وهو ما لن يتم إلا إذا تم توفير كل ظروف التحضير الجيد والموارد المالية حتى لايشتكي اللاعبون من عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية وينخفض عطاؤهم، هذا دون الحديث عن أن عقدة الأهداف يجب أن تكون واضحة المعالم، حتى لايكون التعاقد مع المدرب مجرد ديكور. من الجيد أن يمر مدرب كطوشاك من الدوري المغربي، لكن السؤال هل سيستفيد مسؤولو الوداد من الأخطاء السابقة، وهل سيدركون أن النجاح لن يصنعه المدرب لوحده، بقدر ما تصنعه منظومة عمل كاملة، أهم حلقة فيها هو الوضوح، وأن يكون هناك تصالح مع جميع مكونات الوداد، حتى يتسنى لهذا الفريق أن يستعيد عافيته.