تحول انتقال اللاعب عبد الجليل اجبيرة إلى فريق الرجاء البيضاوي إلى ما يشبه «الدلالة»، بل إن الطريقة التي فاوض بها رئيس الكوكب المراكشي فؤاد الورزازي مسؤولي الوداد والرجاء والجيش تكشف أن أمور كرتنا ليست بخير، وأن مسيري الفرق المغربية مازالوا في حاجة إلى أن يتعلموا الكثير من الدروس، وأن يفهموا أن تدبير تسريح لاعب لأي فريق لا يتم كما لو أن رئيس الفريق يروج لبضاعة. لنفهم الحكاية، علينا أن نرتب الحلقات بالتفصيل، لقد دخل فريق الوداد البيضاوي في مفاوضات جادة مع رئيس الكوكب المراكشي توجت بتوقيع عقد مبدئي يقضي بانتقال اجبيرة إلى الوداد مقابل 200 مليون سنتيم. وبعد أن اتفق الورزازي مع نائب رئيس الوداد سعيد الناصري على كل شيء، فإنه فتح في الوقت نفسه مفاوضات مع فريق الجيش الملكي، الذي أوفد مسؤولين عنه إلى فندق بالدار البيضاء للاتفاق على بنود التعاقد، علما أن رئيس الكوكب المراكشي حدد في الوقت نفسه موعدا للقاء مسؤولي الرجاء للتفاوض معهم بشأن التعاقد مع اللاعب الذي كان يرافق رئيس الفريق الورزازي. إن من حق جميع هذه الفرق أن تجلب اللاعب اجبيرة، خصوصا إذا كانت ترى أنها في حاجة إلى خدماته، لكن للأسف الشديد فإن رئيس الكوكب المراكشي بدل أن يفاوض بطريقة هادئة لا تسيء للاعب ولا تدخله في متاهات هو في غنى عنها، فإنه فضل أن يتعامل مع اجبيرة كما لو أنه بضاعة، الأمر الذي حول التفاوض إلى حلبة للملاكمة، وإلى ساحة للصراع بين مسؤولي الرجاء والوداد. وإذا كان السلوك الذي أقدم عليه رئيس الكوكب المراكشي يحتاج إلى تقويم، فإن ترويج أن اللاعب اجبيرة مصاب بعد أن وقع في كشوفات الرجاء أمر مرفوض، ويسيء لمن يروجون للأمر، لأن اجبيرة في نهاية الأمر ليس هو المسؤول عما وقع، فهو مجرد لاعب يبحث عن لقمة العيش. لذلك، على مسؤولي الفرق أن يعيدوا ترتيب أوراقهم، وأن يستوعبوا الدروس، وأن يفكروا في مصلحة اللاعبين، وأن يساهموا في الحفاظ على العلاقات الودية بين الفرق، علما أن العلاقات بين الوداد والرجاء والجيش والكوكب يجب أن تكون أكبر من مجرد التعاقد مع لاعب قد ينجح وقد لاينجح.