احتج صباح أمس الأربعاء العشرات من طلبة كلية الطب بالدار البيضاء أمام مبنى رئاسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على قرار الوزارة الترخيص لكلية الطب الخاصة التي من المقرر أن تفتح أبوابها شهر شتنبر المقبل بالدار البيضاء، واعتبر المحتجون أن قرار الترخيص بإقامة كلية طب خاصة، من شأنه أن يعصف بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفقراء والأغنياء في الولوج إلى التعليم. وطالب المحتجون الغاضبون باستقالة وزير الصحة الذي حملوه مسؤولية ما يعرفه القطاع من تغييرات كان آخرها الترخيص بإنشاء كلية طب خاصة بالدار البيضاء، ستكون مفتوحة أمام الطلبة خلال الموسم الدراسي المقبل، معتبرين أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على جودة التكوين، خاصة في مجال الطب الذي يعتبر من المجالات الحساسة التي لا يمكن التسامح مع جودة التكوين فيه. وطالب المحتجون وزيري الصحة والتعليم العالي بوقف ما اعتبروه زحف الرأسمال الذي قالوا إنه يهدف إلى المتاجرة بالتكوين الطبي والمضاربة بصحة المواطنين ومستقبل القطاع الصحي، موضحين أن ما وصفوه بالتدمير الممنهج لقطاع الصحة العمومية من خلال خوصصة القطاع بشقيه التكويني والاستشفائي لا يخدم سوى مصالح فئة قليلة من المواطنين يملكون الإمكانات المادية، بينما تبقى الفئات الفقيرة من الشعب المغربي معرضة لمصير مجهول. وفي سياق متصل، دخل العاملون بالمصالح الاستشفائية التابعة للمركز الاستشفائي ابن رشد في إضراب إنذاري لمدة يومين، أمس الأربعاء واليوم الخميس، احتجاجا على منح ترخيص لإحداث كلية طب خاصة. إلى ذلك، وأكد مصدر من مكتب كلية الطب بالدار البيضاء أن إنشاء كلية طب خاصة بالدار البيضاء سيكون على حساب الكلية العمومية من خلال استنزاف مواردها البشرية المتمثلة في أجود الأساتذة، معبرا عن تخوفه من أن يصبح التكوين الطبي بضاعة تقدم لمن هو قادر على دفع ثمنها دون أدنى اعتبار لشروط الاستحقاق أو لجودة التكوين، ويضع مستقبل القطاع على المحك. وأشار المصدر ذاته إلى أن طلبة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء وإدراكا منهم لما وصفوها بخطورة الوضع قرروا خلال الجمع العام الذي عقد بالكلية يوم الخميس الماضي المطالبة بوقف مشروع القانون الذي سمح بإعطاء الحق لمستشفى الشيخ خليفة في تكوين الأطر الطبية وشبه الطبية.