عادت ظاهرة التخلي عن الرضع بعد قتلهم إلى مدن الجهة الشرقية بعد مدة نسي فيها سكان المنطقة هول مشاهد مؤلمة ووحشية، تميزت بتنامي هذه الظاهرة وإجهاض أجنة أو الإجهاز على مواليد أو تخلي عن رضع في أماكن خطيرة مثل قمامات الأزبال أو قنوات الصرف الصحي أو أركان خالية تحت رحمة مخالب وأنياب الكلاب الضالة. عثر مواطنون، مؤخرا على جثة جنين وسط حاوية للأزبال، بأحد الأزقة بحي بوكراع القريب من مسجد عمر بن الخطاب بمدينة بركان. الجنين حديث الولادة كان ملطخا بدماء المخاض وملفوفا بقماش، حسب شهود عيان، ولم يقطع حبله السري بعد، وتم نقل جثته من طرف عناصر الوقاية المدنية إلى مستودع الأموات بمستشفى الدراق، فيما فتحت عناصر الشرطة تحقيقا في الحادث للإحاطة بظروفه وملابساته بهدف الوصول إلى الجانية وشركائها. وكان مواطنون عثروا في دجنبر 2013، وسط صناديق من السلع تحت طاولة العرض بأحد المحلات التجارية بسوق أولاد ميمون بالناظور، على جثة رضيع لا يتجاوز عمره 3 أشهر، تم التخلي عنه في ظروف مجهولة. ومباشرة بعد عثوره على الجثة، قام صاحب المحل التجاري الذي كان يتأهب لاستخراج صناديق سلعه وعرضها، بإخبار المصالح الأمنية بمنطقة الناظور، التي استنفرت عناصر من الشرطة القضائية والعلمية انتقلوا إلى مسرح الجريمة لتحرير محضر معاينة بعد جمع الأدلة وكلّ ما يفيد التحريات والتحقيق للوصول إلى الجانية أو الجناة. المشهد المؤلم أثار استنكار التجار، خاصة أن شهود عيان صرحوا بأن الرضيع تم التخلي عنه وهو جثة هامدة، وهو الأمر الذي يدفع بفرضية إقدام والدة الرضيع على هذا الفعل. يذكر أن من بين الأسباب التي تدفع الأم إلى التخلي عن رضيعها أو طفلها بالمستشفى بعد الولادة هناك أو بالشارع، انعدام التربية التي تمكن الفتاة من تحصين نفسها وحماية عرضها، حيث غالبا ما تقع في الخطيئة دون علم أو دراية، ثم هناك الفقر إذ تسجل حالات عديدة لدى العاملات الموسميات اللاتي وقعن في الخطيئة. وحسب بعض التقديرات، تبلغ نسبة العاملات من الفتيات/الأمهات اللاتي يقعن في العلاقة الجنسية غير الشرعية 40% وأغلبهن يتخلَّيْن عن مواليدهن خوفا من الفضيحة. وهناك نسبة أخرى من الخادمات اللائي يقعن في الخطيئة ونسبة أخرى من الراشدات عن طيب خاطر، فالمتسولات ثم المشتغلات في حقل الدعارة وكذلك بعض الطالبات.