انهزم المنتخب المغربي في غانا فأقيل المدرب هنري ميشال قبل أن يندمل جرح الإقصاء. انهزم المنتخب الوطني أمام الغابون فأقيل رئيس الجامعة، وفي رواية أخرى استقال. حين ينهزم منتخب الكبار تخرج الأقلام من أغمادها استعدادا لجرة قلم ترسل المدربين والمسؤولين إلى قبو النسيان. حين ينهزم المنتخب المحلي والأولمبي والنسوي والمنتخبات المصغرة والمكبرة والبرية والبحرية، وتخرج فرقنا صاغرة أمام الأندية المغاربية والعربية والقارية، نمسح انكساراتنا في الرطوبة وصفارة الحكام وصراخ الجمهور وعشب الملعب وغرف الفندق، وسوء الأحوال البيئية، ثم نحصي خسائرنا في صمت لنضرب موعدا جديدا مع نكسة جديدة. لحسن حظ رؤساء ومدربي الفرق المغربية، أن الهزائم في النزالات المحلية والخارجية لها قياس ضعيف في سلم ريشتر، ولا تتحول إلى زلازل. لو كان للهزيمة نفس الوقع والمفعول، لأنهينا مواسم الكرة بمدربين تحت التمرين، ورؤساء يحملون على ظهورهم علامة 90 التي تشفع لهم هفوات البداية. سيرحل الجنرال بنسليمان عن الكرة وسيردد المسؤولون لازمة «الله ينصر من صبح» ثم يبايعون علي الفهري خليفة لبنسليمان وستستمر الحياة بنفس إيقاعها الرتيب. لكن الرئيس الجديد مطالب باستئجار مقر جديد لجامعة الكرة، غير بعيد عن الإدارة العامة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب أو الكهرباء، حتى يظل قريبا من الجامعة، على غرار التساكن وحسن الجوار الذي ظل قائما بين القيادة العليا للدرك الملكي وجامعة الكرة في أكدال، وسيرا على سنة سابقه بنهيمة الذي استأجر، بمجرد تعيينه على رأس لجنة ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2006، مقرا للجمعية قبالة الإدارة العامة للكهرباء بوسط العاصمة الاقتصادية، بل إن الفاسي الفهري أصبح مطالبا بإلحاق كهربائيين أو خبراء الماء إلى الجامعة لخلافة الدركيين الذين قضوا بأكدال 15 سنة من الخدمة الرياضية. لكن مهما حاولنا البحث عن نقط التقاء بين الماء والكهرباء والكرة فإننا لن نعثر عن سر هذا التلاقح، إلا إذا اعتبرنا، من باب المجاز، الكرة ضوءا ينير عتمة المشوار وماء يروي عطش الجماهير. علي الفاسي الفهري ليس رجل كرة، ولا يملك صفة اللاعب السابق على غرار مجموعة من الرؤساء السابقين الذين تعاقبوا على حكم الكرة كالزموري وباموس وبنسليمان، ولكنه رجل إنقاذ بامتياز غالبا ما يعول عليه لانتشال مؤسسات حكومية من الإفلاس. رغم خصلة الإغاثة، يعاب على الرجل، وهو على رأس مكتب الكهرباء، قطع تيار الدعم عن الاتحاد البيضاوي، بعد أن كان المدير السابق العمري على وشك اعتبار فريق الحي المحمدي ابنا بالتبني ليترك عرضة للظلام الدامس. لكن آخر مستجد في سباق رئاسة جامعة الكرة، هو إعلان محمد الكرتيلي عن ترشيحه لمنصب رئيس، وهو الذي أسس يوما تكثلا لرؤساء الفرق، كان يسمى قيد حياته «نادي الرؤساء»، قبل أن يصبح بإشارة من رجال الجنرال في خبر كان، هذا المستجد يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية القرار، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن الرجل مجرد أرنب سباق.