كان للاعب سفيان العلودي دور مهم جدا في تألق فريق الكوكب المراكشي في الموسم المنتهي، عبر تسجيله سبعة أهداف ومساهمته في تسجيل العديد من الأهداف الأخرى. توقيع العلودي للكوكب في الصيف الماضي كان من أبرز ما ميز موسم الانتقالات. فبعد موسم جد متوسط رفقة الجيش الملكي، اختار العلودي آفاقا أخرى ووقع في كشوفات فريق عائد للتو إلى القسم الأول، لم يكن أحد يراهن عليه لينافس على لقب البطولة. تحدى العلودي (30 سنة) الصعاب واختار أن ينطلق من جديد رفقة فريق لا يسلط عليه الضغط ليكون من ضمن الأوائل، واستطاع فعلا أن يبرهن للجميع على أنه قادر على الرجوع إلى مستواه المعهود رغم الضجة التي أثيرت حول إصابته الخطيرة. سجل العلودي سبعة أهداف رغم أنه غاب عن أزيد من ثمانية مباريات في بطولة هذا الموسم. وسجل اللاعب السابق للرجاء هدفه الأول بقميص الكوكب في الدورة الخامسة في مباراته أمام حسنية أكادير والتي انتهت بفوز المراكشيين بأربعة أهداف لثلاثة، ثم عاد في الدورة الموالية ليهز شباك النادي القنيطري (1-0 للكوكب) ثم سجل في مرمى الفتح الرباطي في المباراة التالية (1-1) وزار شباك المغرب التطواني (2-1 للكوكب). في الدورة الأولى من مرحلة الإياب عاد العلودي بقوة وسجل ثنائية في مرمى جمعية سلا (0-3 للكوكب) واختتم رصيده هذا الموسم منذ الدورة التاسعة عشرة عندما سجل هدفا في شباك حسنية أكادير (2-0 للكوكب). مر المسار الكروي للعلودي من فترات حزن وفرح واستعصاء. بدأ اللاعب مساره من فريق نهضة الكارة ثم لعب لنادي النقل الحضري البيضاوي في موسم 2001-2002، قبل أن تلتقطه أعين مسؤولي الرجاء البيضاوي الذين راهنوا على اللاعب الشاب الذي لم تكن له تجارب في القسم الأول. استطاع العلودي أن يبرهن للجميع أنه لاعب قادم بقوة، وجاور الفريق «الأخضر» بين عامي 2002 و2007 وفاز معه بلقب الدوري سنة 2004 وبلقب كأس الاتحاد الإفريقي 2003 وبكأس العرش عام 2005. تألق العلودي لم يمر مرور الكرام، فانهالت العروض على اللاعب الذي تردد كثيرا في مغادرة الرجاء، إلى أن قرر الرحيل إلى نادي العين الإماراتي سنة 2007 ولعب هناك لموسمين رفقة الفريق وفاز معه بلقب الكأس سنة 2009. خلال مجاورته لنادي العين، نودي على العلودي لتمثيل المنتخب الوطني في عهد المدرب الفرنسي هنري ميشيل، وشارك في كأس أمم إفريقيا سنة 2008 التي شكلت ذكرى سيئة للاعب رفقة «أسود الأطلس». في أول مباراة تألق العلودي بشكل لافت وسجل ثلاثية في الشوط الأول وقاد المنتخب الوطني لهزم ناميبيا بخمسة لواحد، لكن فرحته لم تكتمل عندما تعرض لإصابة قوية في الشوط لثاني جعلته يغادر الملعب متألما، وهي الإصابة التي حرمته من المشاركة في باقي مباريات المنتخب، وأبعدته عن سكة التألق لفترة طويلة. عاد العلودي إلى الرجاء سنة 2009 ثم رحل إلى الإمارات من جديد لكن من أجل ارتداء قميص الوصل، فعاد نهاية سنة 2010 للرجاء مرة أخرى وغادره مطلع سنة 2012 وهو يحمل غصة في حلقه بسبب الطريقة التي تم بها دفعه نحو المغادرة والتي اعتبرها اللاعب غير لائقة. جاور العلودي فريق الجيش الملكي موسم 2012-2013 وسجل له هدفان في 23 مباراة، قبل أن يختار اللعب للكوكب المراكشي الذي سيلعب له للموسم الثاني على التوالي. ولم يفقد العلودي أمله بعد في الرجوع إلى المنتخب الوطني، حيث قال بالحرف في حوار سابق مع «المساء»: «طالما أرتدي حذاءي وأنزل إلى أرضية الملعب، فإن حلم العودة إلى المنتخب سيظل يراودني».