عاد المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة ليثير الجدل مرة أخرى، وهو يتحدث في الندوة الصحفية التي شهدت تقديمه أول أمس الأحد مدربا للرجاء. عندما سئل بنشيخة عن مغادرته للفريق الدكالي، بدا الرجل مرتبكا، وغير مقنع في إجاباته، لقد قال إنه يأمل ألا يقسو عليه الدكاليون، وعندما تطلب من الآخر ألا يقسو عليه فمعنى ذلك أنك ارتكبت خطأ، وفي أخرى قال إن العرض الذي قدمه له مسؤولو الدفاع الجديدي لم يرق له، وفي ثالثة سجل أن من حقه أن يخوض تحديا جديدا لأنه مدرب يعشق التحديات، وفي مرة رابعة سجل أنه يعيل أسرة وأن من حقه أن يوقع مع الرجاء، وفي مرة خامسة شدد على أنه منح الفرصة لمسؤولي الدفاع الجديدي حتى آخر يوم في البطولة، وأنه رفض مجالسة مسؤولي الرجاء، قبل أن «يفضح» بنشيخة نفسه، وهو يقول إن تعاقد الرجاء مع لاعب جمعية سلا يوسف الكناوي تم بتشاور معه، وأنه كان على اتصال دائم بمسؤولي الرجاء بهذا الخصوص لينسق معهم في أكر انتداب اللاعب، ويكفي فقط الرجوع إلى تاريخ توقيع لكناوي ليتبين أن بنشيخة وقع عقده مع الرجاء قبل سفره إلى الكامرون، وأنه كان يبيع الوهم للدكاليين. وإذا كان فريق الرجاء يتطلع إلى التوقيع على موسم جيد والفوز بالبطولة وكأس العرش والتألق في عصبة الأبطال التي مازال الفريق لم يعد إلى دائرتها بقوة، إذ مازال يجد صعوبة في بلوغ دور المجموعتين، إلا أن التعاقد مع بنشيخة لا يعني أن هذا المدرب لديه عصا سحرية يمكن من خلالها أن يحقق كل تطلعات الجمهور الدكالي. باستثناء نجاح بنشيخة مع فريق النادي الإفريقي التونسي، كواحد من الفرق الجماهيرية التي لها شعبية كبيرة، فإن بقية تجارب بنشيخة مع الفرق الكبرى لم تكن موفقة، ففي مولودية الجزائر وجد نفسه خارج الفريق بشكل سريع، أما مع المنتخب الجزائري فإنه اضطر إلى تقديم استقالته بعد الخسارة برباعية أمام المنتخب الوطني بمراكش، لكن بنشيخة في مقابل ذلك ينجح مع الفرق المتوسطة، لأن عقليته والخطاب الذي يحرص عليه يمكن أن يصل إلى لاعبي هذه الفرق، هذا ناهيك عن أنه خلال قيادته للدفاع الجديدي لم يحقق أي فوز خارج الملعب، وكان الفريق الدكالي الأقل تهديفا خارج ملعبه، رغم أن خط هجوم الجديدة كان غنيا. مع الرجاء لن يكون بمقدور بنشيخة أن يراهن على التعادل خارج الملعب، ولن تكون لديه أي أعذار فاللاعبون متواجدون بوفرة، لكن الصعوبة ستكون في كون الرجاء سيكون مطالبا بفرض أسلوب لعبه وليس انتظار المنافس، كما أنه سيكون على بنشيخة أن يميز وأن يعرف أن تدريب الرجاء ليس هو قيادة الدفاع الجديدي، وأن الضغط في الرجاء كبير، وإذا لم تكن للمدرب عزيمة فولاذية، فإنه قد يجد نفسه في وضع صعب. نجاح بنشيحة مع الرجاء يبدأ من إدراك هذا المدرب أن محيط الرجاء وجمهورها وعقلية لاعبيها مختلفة تماما عما كان عليه الأمر في الجديدة.