انطلقت أخيرا أصوات العديد من المواطنين بتطوان، تستنكر افتقاد الولاية، لمستودع بلدي للأموات في مدينة يفوق عددها 600 ألف نسمة، لحفظ كرامة ذويهم المتوفين في حوادث مختلفة، على غرار المدن المغربية الأخرى. ولا تتوفر تطوان على أي مستودع للأموات، ما عدا ثلاجة خاصة تابعة للمستشفى المدني سانية الرمل، والتي أصبحت تعاني من تكديس للجثث، رغم أن المشفى غير ملزم باستقبال مختلف الهالكين، في حوادث متعددة، كالحرائق المنزلية، أو حالات الانتحار، وحوادث السير وغيرها. وعبر مصدر مطلع ل»المساء» عن استغرابه لافتقار المدينة لمستودع للأموات يحفظ كرامة ذويهم بعد «تجميد» مشروع بناء مستودع بلدي للأموات، الذي مازال يراوح مكانه منذ 4 سنوات، من طرف محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، ووالي الجهة. فالمؤاخذات لم تأت فقط على لسان السكان بقدر ما جاءت من طرف أطر طبية عاملة بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل، منددة بعدم تنفيذ رئيس الجماعة لوعوده المقدمة لسكان المدينة، ببناء مستودع بلدي يحفظ كرامة الأموات بدل تكديسهم داخل ثلاجة المشفى، رغم أن هناك مشروعا متكاملا بمكتبه، كان من المقرر الشروع في بنائه منذ سنتين. وينص المشروع المذكور، الذي تم إقباره بسبب رفض بعض أطباء المكتب البلدي للصحة، على تشييد مستودع للأموات يتوفر على طبيبين، للتشريح، ومرافق أخرى بداخل المقبرة الإسلامية، لكنه بقي حبرا على ورق، يقول مخاطبنا. وزاد مصدرنا بالقول إن اجتماعا ضم أخيرا مسؤولي الجماعة الحضرية بتطوان، تمحور حول هذا الملف، إلا أن جهات طبية من داخل المكتب البلدي للصحة تحاول قدر الإمكان عدم تطبيقه، تجنبا لاشتغالها فيه، تاركة المسؤولية على عاتق بعض أطباء المستشفى المدني سانية الرمل، سيما وأن التشريح الطبي له مساطر علمية وتخصص خاص، يفتقد له المشفى الإقليمي المذكور. وأضاف المتحدث بالقول إن المديرية الجهوية للصحة بتطوان، أبدت عن رغبتها في تعيين طبيب من طرفها للتعاون مع أطباء المكتب البلدي للصحة في حالة تنفيذ مشروع بناء المستودع البلدي للأموات، إلا أن ذلك قوبل بالتجاهل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ثلاجة المستشفى الإقليمي سانية الرمل، جد صغيرة وطاقتها لا تتسع سوى لبعض الهالكين من المرضى المتوفين داخل المستشفى، وليس خارجه، وفق ما هو معمول به في المدن الأخرى. ويطالب سكان تطوان من رئيس جماعتهم بالتعجيل في تنفيذ المشروع»المجمد» الذي أصبح يشكل إحدى أولويات المدينة، في أقرب الآجال، بدل الخضوع لضغوط بعض أطباء المكتب البلدي للصحة، على حساب كرامة الأموات.