لقيت سيدة حامل حتفها، مساء أول أمس، بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، بعدما فحصها طبيب قسم المستعجلات ومنحها وصفة طبية دون أن يخضعها لكشف طبي دقيق بوصفه كانت تعاني، حسب زوجها، من ضيق حاد في التنفس وألم جهة القلب. ويحكي زوج الضحية، سهام يخلف، أنه توجه بها على وجه السرعة من دوار «تمطراس»، قيادة بني حسان، إلى مستشفى سانية الرمل، حيث مدها طبيب قسم المستعجلات بوصفة طبية، دون أن يكلف نفسه عناء إخضاعها لفحص دقيق رغم أن حالتها الصحية كانت متدهورة. ولم تكن الهالكة قد غادرت مبنى المستشفى سوى ببضعة أمتار حين انهارت وسقطت أرضا ليتم على الفور انتشالها وإجلاسها على كرسي ومنحها قنينة ماء من طرف بعض المحسنين. لكن أمام صعوبة تنفسها وتشنج عضلاتها، تم استدعاء سيارة الوقاية المدنية التي أدخلتها إلى المستشفى مجددا، قبل أن تزهق روحها داخله خلال ثوان معدودة. بعد حادث الوفاة الذي كان له وقع الصدمة على الزوج، توجه الأخير نحو الممرضة فسحبت منه على الفور الوصفة الطبية وصورة أشعة الراديو اللتين كان طبيب المستعجلات قد منحه إياهما، وسط ذهول الزوج وعدد من الشهود الذين عاينوا الواقعة. وفي اتصال ل«المساء» بعبد الكريم بلفقيه، المندوب الجهوي للصحة، نفى هذا الأخير علمه بأي حادث وفاة أو إهمال، مؤكدا أنه «ما فخباروش نهائيا»، فيما شدد زوج الضحية على أن المندوب نفسه اتصل به هاتفيا بعد وفاة زوجته. ومن جهته، ذكر مصدر طبي آخر أن إدارة المستشفى ستعمل على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والطبية لمعرفة ملابسات وفاة الهالكة التي كانت حاملا في شهرها الثامن، ولم يستبعد إخضاع جثتها للتشريح الطبي قبل تسليمها إلى عائلتها. ويقول حسن عبريزا، زوج الضحية، إن زوجته كانت في صحة جيدة قبل أن تصاب بصعوبة في التنفس تطلبت منهم نقلها على متن بغل، لمسافة طويلة، قبل الوصول إلى الطريق العمومية، وسلكها باتجاه المستشفى في تطوان. وأوضح حسن أن زوجته أكدت للطبيب أنها تحس بألم حاد في القلب، لكن الطبيب قال إنه الأمر غير خطير، وإنه لا يستوجب إخضاعها لعلاج سريري بالمستشفى.