بعد إعلان الحكومة الفرنسية عن تعويض ضحايا تجاربها النووية، التي نفذتها بالصحراء الجزائرية في الفترة ما بين 1960 و1966، بعدما استمرت المطالبات الجزائرية سنوات عديدة، تسعى بعض جمعيات المجتمع المدني بإقليم فكيك إلى القيام بخطوة مماثلة من أجل المطالبة بتعويض السكان عن الأضرار التي لحقتهم جراء تجارب نووية عرفها وادي الناموس، الذي يقع في التراب الجزائري ولا يبعد عن مدينة فكيك سوى ب40 كيلومترا . وأكد عمر السعدي، رئيس جمعية إنصاف المتضررين بفكيك، في تصريح ل«المساء» أن تأثير التجارب الكيماوية التي عرفتها المناطق الجزائرية يتمثل في إصابة السكان بمرض السرطان، وكان الموضوع دائما يطرح خلال ندوات نظمت منذ سنين بحضور بعض ممثلي وزارة الصحة، غير أن الجواب كان دائما، يقول السعدي، هو صعوبة الإثبات، مادام السكان المصابون بداء السرطان غير مسجلين بالمستشفى المحلي، ولا تتوفر معطيات بشأنهم، لأن جلهم يتوجهون إلى مدينة وجدة أو الدارالبيضاء من أجل تلقي العلاج . ودعا السعدي إلى فتح تحقيق في الموضوع والقيام بدراسة من أجل الوقوف على أسباب الإصابة. ومن جهته، أوضح بوعزة بنشارة، موظف سابق بدائرة فكيك، أنه في سنة 1960 شعر سكان المنطقة بحرارة مفرطة جدا ولم يعرفوا سبب ذلك إلا بعدما تناهى إلى علمهم عبر الأخبار أن تجارب نووية أجرتها فرنسا بمنطقة وادي الناموس. وأكد بنشارة ل«المساء» أنه كان يشرف على إرسال تقارير إلى وزارة الداخلية وقتها تتضمن الإشارة إلى تضرر السكان من الإشعاع النووي، واستنكارهم للتجارب النووية التي كانت تقوم بها سلطات الاستعمار الفرنسية في الأراضي الجزائرية القريبة من إقليم فيكيك. وأضاف المتحدث نفسه، أن جل سكان المنطقة ضحايا لمرض السرطان بالرغم من أن المنطقة تتميز بجو صحي وسكانها مدمنون على شرب الشاي الذي يعتبر مضادا لداء السرطان. ومن جانبه، أكد محمد كاكو، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن إقليم فكيك عرف نفوق المواشي والحيوانات خاصة الخيول التي انقرضت من المنطقة، حسب شهادات للساكنة في فترة الخمسينيات. وقال كاكو: «إن جمعيات المجتمع المدني بالمدينة ستعقد لقاء قريبا من أجل تدارس الموضوع، والتفكير في مقاضاة فرنسا من أجل جبر ضرر ساكنة المدينة التي تأتي في مقدمة المدن التي تعرف ارتفاعا في الإصابة بداء السرطان» يذكر أن مجلة «الأبحاث» الفرنسية سبق أن خصصت عددا لموضوع الأسلحة الكيمياوية الفرنسية، واعترفت بأن التجارب على هذه الأسلحة وتطويرها استمر حتى عام 1978، في وادي الناموس بالصحراء الجزائرية، حسب ما أكده فاعل جمعوي بالمنطقة ل«المساء».