تسير الإجراءات الجارية بإقليم تيزنيت نحو إغلاق جزئي لإحدى أكبر النقط المنجمية بالجنوب وبالضبط بجماعة «أفلا إغير» بإقليم تيزنيت، والمتخصصة في استخراج الذهب، إذ من المنتظر أن يتم تسريح عدد كبير من العمال بعد قرار اللجنة الإقليمية التي عهد إليها البت في طلبات الفصل، والإغلاق الكلي أو الجزئي للمقاولات، والتي أكدت في محضر رسمي لها «موضوعية وثبوت الأسباب الداعية إلى الفصل الجزئي للأجراء في منجم الذهب دون المس بالنشاط المتعلق بمعدن النحاس»، كما اتفقت اللجنة على ضرورة ضمان الحقوق المشروعة للعمال. وفي السياق ذاته، تقدمت شركة «أقا كولدن» المنجمية بتافراوت، بطلب الترخيص لها بفصل مجموعة من الأجراء لأسباب اقتصادية، عقدت على إثره عدة اجتماعات حضرها مسؤولو الإدارات المعنية، كعمالة الإقليم والمديرية الجهوية للطاقة والمعادن والتشغيل والخزينة الإقليمية، فضلا عن ممثلي المنظمات المهنية للمشغلين وممثلي ثلاث منظمات نقابية ممثلة للأجراء، وأشار المحضر الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه إلى ثبوت الأسباب التي أوردتها الشركة بخصوص تدهور وضعيتها الاقتصادية والمالية، الناتجة عن تراجع كبير لاحتياطات معدن الذهب بالمنجم وانخفاض نسبته المئوية، علاوة على ارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة مع الأسعار العالمية، واستنادا إلى الأسباب المذكورة وافق المجتمعون على الترخيص بالتسريح الجزئي للأجراء العاملين بمنجم الذهب. وفي المحضر ذاته، عبرت النقابات عن مواقفها من عمليات التسريح الجزئي للعمال، إذ أكدت نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل رفضها الترخيص لطلب الشركة، فيما تحفظت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب على أساس إسناد النظر في ذلك ممثلي العمال بالمنجم، فيما وافقت نقابة الاتحاد المغربي للشغل على طلب الشركة، اعتبارا لما وصفته ب»مصداقية الخلاصات التي تقدم بها ممثلو الإدارات والمنظمات المهنية»، فيما طالب ممثل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على ضرورة الاطلاع على الوثائق المرفقة بطلب الإحاطة، كما طالب بتأجيل الاجتماع إلى حين تقدم المفاوضات مع الشركة من أجل معالجة ملف الأجراء، والوصول إلى حل يرضي الطرفين. وكان مجموعة من عمال منجم الذهب «أقا كولدن» بتيزنيت، قد دخلوا في الأشهر الماضية في إضرابات إنذارية احتجاجا على طرد مجموعة من العمال، كما برر العمال احتجاجهم المذكور بغياب حوار جاد ومسؤول مع الإدارة الوصية، وعدم احترام دورية أداء الأجور، والتسريح الجماعي للعمال، فضلا عن عدم الالتزام باحترام الأيام التعويضية، ونهج سياسة الآذان الصماء مع مطالب العمال، الأمر الذي فرض على هؤلاء تمديد الاعتصام لعدة مرات، كما اعتصم عدد من عمال منجم الذهب «أقا كولدن» في وقت سابق، واحتلوا البئر الشمالي ومكان تفريغ الحجارة المعدنية المخصصة لمعمل المعالجة، احتجاجا على ما أسموه ب»تماطل الإدارة في تنفيذ الاتفاقات المبرمة، وعدم احترامها لعدد من الالتزامات التي قطعتها على نفسها تجاه العمال».