ينظم مركز «مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني» اللقاء السنوي الثاني مع المفكر والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان، في موضوع يحمل عنوان «سماء فارغة وعالم بلاحدود !»، وذلك يوم السبت 10 ماي بالقاعة الكبرى للمكتبة الوطنية بالرباط. إنه المفكر والفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمان، رائد المنطق والأخلاقيات، والملقب ب»فيلسوف الأخلاق» أحيانا، و«فقيه الفلسفة» أحيانا أخرى، والذي يعد من القامات الرفيعة في سماء الفكر والمعرفة في المغرب والعالم الإسلامي. سنتان بالضبط بعد صدور كتابه «روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية»، والذي زلزل فيه المؤلف لائحة من القراءات التي اشتغلت على مفهوم العَلمانية، سواء تعلق الأمر بالقراءات التي تنهل من إيديولوجية حداثية أو محافظة، يعود هذه السنة عبر كتاب جديد يسلط فيه الضوء على المفهوم ذاته، من خلال كتاب علا به في مراتب التفكير والنقد، والذي اختار له كعنوان «بؤس الدهرانية: النقد الائتماني لفصل الأخلاق عن الدين». التدقيق في مقتضيات هذه المفاهيم الجديدة («الائتمانية»، «الدنيانية»، «الدهرانية»..)، تطلب من المؤلف التذكير بأنه نجََز في التاريخ الغربي الحديث، الانفصال عن أرباب الكنيسة الكاثوليكية، ردا لتحكمهم في مصائر الشعوب ووجدانهم ولظهورهم بالفساد والظلم، وكون هذا الانفصال اشتهر باسم «انفصال السياسة عن الدين». كما تمت، قبلَ ذلك، الدعوة إلى الانفصال عن أركان الدين المسيحي، لدرء مسألتين مركزيتين وهما: «لا عقلانيات المعتقدات» و«لا تسامحية المعتقدين»، وعرِفَ هذا الانفصال الثاني باسم «انفصال الأخلاق عن الدين». ولقد أطلق على هذين الانفصالين: السياسي والأخلاقي اسم واحد جعل له مقابل عربي هو «العَلمانية»، لولا أن المؤلف استقر رأيه على أن يخص مصطلح العَلمانية بالدلالة على انفصال السياسة، وأن يضع مصطلح الدهرانية للدلالة على انفصال الأخلاق، مقترحا مصطلح «الدنيانية» للدلالة على عموم انفصال نشاطات الحياة المختلفة عن الدين.