وجه كونفدراليون انتقادات حادة إلى ما وصفوها بالطريقة المستفزة، التي يتعامل بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، مع مطالب الشعب، محملين إياه مسؤولية الاحتقان الاجتماعي الخطير الذي يسود أكثر من قطاع. وقالت النقابة الوطنية لمستخدمي الفلاحة إن حكومة بنكيران خيبت آمال المغاربة، واستمرت في نهج أسلوب الاحتواء والتماطل والتردد في الاستجابة المعقولة لانتظارات المواطنين. وأضافت «إلى حدود اليوم، لا زال رئيس الحكومة لم يلتزم بتنفيذ وعوده والتزاماته مع النقابات». ونددت النقابة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بما أسمته التعامل اللامسؤول للحكومة تجاه قضايا ومطالب المغاربة، معربة، في رسالة مفتوحة، توصلت «المساء» بنسخة منها، عن رفضها المطلق لمنطق التجاهل وربح الوقت الذي يؤكد، في نظرها، عدم لامبالاة عبد الإله بنكيران بالتوترات الاجتماعية وما قد يترتب عنها من عواقب خطيرة تهدد السلم الاجتماعي. وجدد حسن خشاش، الكاتب العام لهذه النقابة، وعضو المكتب التنفيذي ل«الكدش»، تأكيده على أن الوضع الاجتماعي بالمغرب يعرف اختلالات فظيعة، بسبب التراجعات الخطيرة التي أرخت بظلالها على البلاد مع مجيئ الحكومة الحالية، بينها استمرار تفشي الرشوة والزبونية والمحسوبية والغلاء وتدهور القدرة الشرائية واتساع دائرة الفقر والبطالة وما يعرفه العالم القروي من عجز اجتماعي وصعوبات ولوج الخدمات الاجتماعية، خاصة في ميداني التعليم والصحة. وأكد خشاش على أن حساسية المرحلة وخطورتها لم تعد تسمح للمغرب بالاستمرار في أخطائه التاريخية، حيث أضحى مفروضا على الحكومة القيام بإصلاحات حقيقية بعيدا عن سياسة الترقيع التي قد تسقط المغاربة في خيبة أمل أخرى، وتعيد الحراك الاجتماعي المطالب التغيير، خاصة، يضيف خشاش، في ظل عدم احترام الحريات النقابية ومواجهة الحركات الاحتجاجية بالقمع والاعتقالات. وكشف العضو القيادي في نقابة الأموي أن الأجهزة التنفيذية للمركزيات العمالية ومجالسها الوطنية التقريرية، قررت عقد اجتماعاتها في هذا الشهر، للرد على ما وصفه بالتعامل الحكومي اللامسؤول تجاه الملف المطلبي العمالي وعدم الاستجابة للحد الأدنى لمطالب الشغيلة، ووضع أجندة مشتركة لمواجهة إخلال حكومة بنكيران بواجباتها تجاه الشعب، على حد تعبيره.