كشفت مصادر أمنية أوربية أن أثرياء سعوديين مولوا انتقال عشرات الشباب المغاربة إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة في سوريا. وحسب تقرير استخباراتي بريطاني فقد تم التركيز خلال الشهور الأخيرة على استقطاب المقاتلين من شمال إفريقيا، وعلى رأسهم المغاربة الذين لم يتوقف عددهم عن الارتفاع منذ اندلاع الحرب. ونقل موقع «ميدل إيست نيوزلاين» عن دبلوماسيين غربيين مكلفين بملف تجنيد المقاتلين، أن المغاربة في مقدمة الجنسيات المستهدفة من طرف التنظيمات الجهادية التابعة للقاعدة في سوريا، مشيرا إلى أن مبالغ مالية كبيرة تم رصد مصادرها وتعود في غالبيتها إلى أثرياء سعوديين. ويمول هؤلاء الأثرياء حملات التجنيد التي تقوم بها التنظيمات الجهادية المقربة من تنظيم القاعدة، عبر التبرع بمبالغ مالية توضع تحت تصرف هذه التنظيمات، في الوقت الذي يتكلف وسطاء مغاربة سبق لهم أن قاتلوا في العراق أو سجنوا في غونتناموا بالوساطة مع الشباب المغربي المرشح للانتقال إلى سوريا. ويشمل التمويل السعودي كل مراحل انتقال المقاتل إلى سوريا، من تدارك السفر، ملابس، إضافة إلى تعويضات مالية تدفع مسبقا لأي مقاتل، في الوقت الذي تركز فيه حملات الاستقطاب على الشباب من المغرب، الجزائر، بالإضافة إلى تونس. يذكر أن آخر تقرير حول المغاربة في سوريا حدد عددهم في 1500 مقاتل مغربي، في الوقت الذي لا يتوقف عددهم عن الارتفاع، عبر مصادر استقطاب مختلفة، منها فرنسا، بلجيكا، لكن عددا كبيرا منهم من داخل المدن المغربية، حيث سبق للمصادر الإعلامية الإسبانية أن كتبت أن غالبيتهم ينتمون إلى مدن سبتة، ومدن تطوان والفنيدق. وكان عدد من المغاربة قد قتلوا في الحرب الدائرة في سوريا، منهم من قضى سنوات في معتقل غوانتنامو قبل أن يرحل إلى المغرب، حيث أدين بأحكام مختلفة، ويبقى من أبرز القتلى المغاربة إبراهيم بن شقرون الذي سبق أن كان معتقلا بالمعتقل الأمريكي الشهير «غوانتنامو» ولقب بأمير الجهاديين المغاربة في سوريا، كما قتل أيضا الناشط السلفي السابق أنس الحلوي، وهو الذي سبق أن كان ناطقا رسميا باسم اللجنة المكلفة بملف المعتقلين الإسلاميين في المغرب.