إن الابتسامة ربيع القلوب وسر جمال الوجوه، فهي لغة تسمو بالرقة وتقتحم القلوب بشكل سريع وتجعل كل من حولك سعيدا وتعتبر كالتحية الصامتة، وهي أيضا سبب للتهدئة وامتصاص الغضب والتوثر، حيث أنك بابتسامة واحدة في وجه الذي أغضبك سوف تسامحه على كل خطأ، لأن الابتسامة سوف تكفي عن الاعتذار، وهي دليل على التربية الأدبية السليمة، وهي أيضا سبب للابتعاد عن الهموم والأحزان وتخفيف المعاناة، لأن الابتسامة حركة تنفسية تولد السعادة وتحسن المزاج وعكسها الاكتئاب، وتعتبر صمام أمان تحقق السلام النفسي وتجعلك أكثر شبابا، وهي وسيلة من وسائل التطهير العقلي وتعبير مريح وترجمة صادقة. وقال (روبرت أنجر سول): الغضب ريح تهب فتطفئ مصباح العقل، وقد أثبت العلماء أيضا بأنها تنشيط للغدد الليمفاوية، وهي طريقة بريئة لامتلاك القلوب فمثلا: النظر لوجه الطفل الوليد عندما يبتسم فيدخل الفرح والسرور إلى قلوبنا، فبراءته تكمن في ابتسامته الجميلة. وإذن هي سر من أسرار التجاذب، وهي كالكلمة الجميلة التي لا تحتوي على أحرف تملأ الصدر بالانشراح وفي بعض الوجوه تتكون حفرة صغيرة في وسط الخدود تعطي الوجه جمالا لا يوصف. وهي سبب للاستقرار النفسي وخفض التوتر وسبب لإنعاش أعضاء الجسم واسترخائها ومحاربة الأمراض ودغدغة الروح بالفكاهة وإحساس بالنشوة. إن الابتسامة هي نوع من أنواع الضحك اللطيف، وهي علاج وقائي ومراعاة للأدب وممارسة لتحسين العلاقات، وهي كالدواء الشافي من العلل والجروح، تطيل العمر وتنمي العلاقات وتجعلها متقاربة، لأنها سلوك إنساني رائع ومعاملة فاضلة وجميلة لا تكلف الإنسان شيئا، بل هي من أبسط الطرق لكسب الصداقات وربما أن مدتها برهة من الزمن ولا تكلف العناء، لكن لها تأثيرا لا يوصف، فكم من زوجة سامحت زوجها والعكس كذلك بابتسامة صادقة، وكم من صداقات كونت من ابتسامة. إن الابتسامة سبب من أسباب نجاح الفرد وكسب المجتمع بأكمله وإشعار الآخرين بالدفء الإنساني، ولها رونق جميل ولا يوصف قد يجهله البعض فهي شق الطريق المليء بالمسرات وهي شعورٌ بالأمان والبُعد عن الوضع المُزري. فلابد أن نبتسم لهذه الحياة القصيرة التي مصيرها الفناء والمليئة بالواجبات، والابتسامة من أوجب الواجبات علينا، فتبسم كي تكون أجمل وأنقى ولأن الابتسامة ينبوع غزير فيضه واسع، وأنها تحول اللون الأسود المعتم المليء بالأحزان إلى اللون الوردي المليء بالفرح وتزيد الوجهَ بهاءا وحلاوة. نعيمة الوعاي (مدربة في التنمية الذاتية)