عادت جامعة كرة القدم، لتفتح من جديد مفاوضاتها مع من ترى أنهم مدربون مرشحون لقيادة المنتخب الوطني لكرة القدم، ولذلك، برمجت الجامعة يوم أمس لقاءاتها مع ثلاثة مدربين، وهم بادو الزاكي والإيطالي جيوفاني تراباتوني، ثم الهولندي ديك أدفوكات، المرشح المفضل لجامعة فوزي لقجع. مع جامعة علي الفاسي الفهري غير المأسوف على رحيلها، عشنا سيناريو مشابها لما يحدث اليوم، لقد وضعت الجامعة خيوط مسرحية محبوكة الفصول، عندما عينت لجنة ترأسها عبد الإله أكرم وضمت في عضويتها نور الدين النيبت وأحمد غيبي وكريم العالم. وبرمجت هذه اللجنة لقاءاتها مع المدربين المغاربة الذين رشحتهم لتولي المهمة، وهم بادو الزاكي ورشيد الطوسي وعزيز العامري وامحمد فاخر. حاولت الجامعة أن تعطي الانطباع على أن هذه اللجنة هي التي ستختار مدرب المنتخب الوطني، من خلال ما ستتمخض عنه لقاءاتها مع المدربين، لكن الكثيرين فهموا وقتها أن قرار التعاقد مع المدرب رشيد الطوسي قد نزل، وأن وقائع عمل اللجنة ليست إلا درا للرماد في العيون، ومحاولة للتمويه، ولتمييع النقاش، وإعطاء الانطباع على أن الجامعة هي التي اختارت المدرب، قبل أن يتبين في ما بعد أن اختيار رشيد الطوسي تم من طرف جهات من خارج الجامعة، وأن أعضاء المكتب الجامعي تكفلوا فقط بمهمة المصادقة على القرار، لأن المسرحية كانت معدة سلفا، أما المدربون الذين تم اللقاء بهم، فحولتهم الجامعة إلى مجرد ممثلين، البعض بإرادته، والبعض الآخر بدون إرادته. مع علي الفاسي الفهري، كان الممثلون يحملون الجنسية المغربية، لكن مع جامعة فوزي لقجع بدا أن الممثلين يحملون جنسيات أجنبية، فهناك الإيطالي جيوفاني تراباتوني والهولندي ديك أدفوكات، وربما الفرنسي هيرفي رونار، لكن المؤكد هو أن بطل الفيلم معروف وقد تم اختياره سابقا وقبل حتى أن تباشر جامعة لقجع عملها، لذلك، لابد من القول أن المخرج نفسه مازال يحرك الممثلين بالطريقة نفسها، وبنفس السيناريو السخيف. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، لماذا عندما تم تعيين البلجيكي إيريك غيريتس مدربا للمنتخب الوطني في عهد جامعة الفهري لم نعش هذا السيناريو، ولماذا كلما تعلق الأمر بوجود مرشحين مغاربة إلا وعشنا هذه الأفلام، أكثر من ذلك لماذا أقصت اللجنة المدرب امحمد فاخر، واقتصرت على المدرب بادو الزاكي، أليس في ذلك إشارة وتأكيدا على أن الجامعة أو من يقررون لها قد اتخذوا قرارهم وأنها تحاول حجب الشمس بالغربال، وأن اختيار الزاكي هو محاولة من طرفها للي عنق الحقيقة. للأسف، يعيد التاريخ نفسه في الجامعة، والأولون قالوا إنه عندما يعيد نفسه في المرة الأولى يكون على شكل ملهاة، لكنه في المرة الثانية يتحول إلى مأساة، نجانا الله وإياكم من المآسي.