كشفت مصادر برلمانية أن ندوة الرؤساء، التي عقدها رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، أول أمس الخميس، عرفت مواجهات حادة بين الأغلبية والمعارضة تتعلق ب«خرق» هذه الأخيرة مقتضيات الدستور، خاصة فيما يتعلّق بحقوق المعارضة، فضلا عن مخالفتها الصريحة مقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب بخصوص ما نصّ عليه في باب المساواة والمناصفة. وتشير المعطيات، التي توصلت بها «المساء»، إلى أن رؤساء فرق المعارضة وجدوا أنفسهم في موقف حرج بعد أن أثار بعض رؤساء فرق الأغلبية مسألة تخلّي فرق المعارضة عن دورها الدستوري بتقديمها مقترحات لرئاسة أربع لجان دائمة لا توجد من بينها لجنة العدل والتشريع، الذي أوكل الدستور رئاستها بصفة حصرية للمعارضة، وهو ما «فضح» سيادة منطق الترضيات داخل أحزاب المعارضة، حيث كشفت المصادر ذاتها أن الفريق الاستقلالي قّدّم النائب عمر السنتيسي مرشّحا لرئاسة لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى والتعمير، في حين اقترح فريق الأصالة والمعاصرة النائب المهدي بن سعيد رئيسا للجنة الخارجية والدفاع الوطني، فيما قدّم الفريق الاشتراكي النائب إدريس الشطبي لرئاسة لجنة القطاعات الإنتاجية، بينما رشح فريق الاتحاد الدستوري النائب محمد الزردالي لرئاسة لجنة التعليم والثقافة والاتصال، قبل أن يرفع الرئيس اللقاء من أجل التشاور وإعطاء الفرصة لفرق المعارضة لاستدراك إخلالها بالدستور، حيث تم إقناع الفريق الدستوري برئاسة لجنة العدل والتشريع. من جانب آخر، كشفت مقترحات الفرق النيابية لعضوية مكتب مجلس النواب الذي يضم 13 منصبا أن فريق الأصالة والمعاصرة لم يتقدّم بأي نائبة برلمانية في مقترحاته لعضوية المكتب، مع أن النظام الداخلي لمجلس النواب ينص على مراعاة تمثيلية النساء في تقديم الترشيحات لمناصب المسؤولية في عضوية في مكتب المجلس ورئاسة اللجان الدائمة، وفي العضوية في مكاتب اللجان، وفي رئاسة مجموعات الصداقة والعضوية بالشعب الوطنية، فضلا عن كون النظام الداخلي ينص على أنه يقوم وجوبا الفريق النيابي الذي يعود له الحق في تقديم أكثر من ترشيحين في عضوية مكتب مجلس النواب بتخصيص ثلث المناصب لترشيح نائبة برلمانية. إلى ذلك، من المنتظر أن يحسم مجلس النواب في الجلسة العامة، التي انعقدت مساء أمس في تشكيلة مكتب مجلس النواب، حيث من المنتظر أن يكون الحسم بالتصويت تم من خلال انتخاب محمد يتيم عن فريق العدالة والتنمية نائبا أول للرئيس، والنائبة كنزة الغالي عن الفريق الاستقلالي نائبة ثانية للرئيس، والنائب شفيق رشادي عن التجمع الوطني للأحرار نائبا ثالثا للرئيس، والنائب عبد اللطيف وهبي عن فريق الأصالة والمعاصرة نائبا رابعا للرئيس، وانتخاب النائبة رشيدة بنمسعود عن الفريق الاشتراكي نائبة خامسة للرئيس، والنائب عبد القادر تاتو عن الفريق الحركي نائبا سادسا للرئيس، والنائب محمد جودار عن فريق الاتحاد الدستوري نائبا سابعا للرئيس، والنائب المصطفى الغزوي عن فريق التقدم الديمقراطي نائبا ثامنا للرئيس. كما أن مجلس النواب من المنتظر أن يكون قد انتخب النائب عبد اللطيف بروحو عن العدالة والتنمية محاسبا للمجلس، والنائب السالك بولون عن الفريق الاستقلالي محاسبا ثانيا، وانتخاب النائبة جميلة المصلي عن العدالة والتنمية نائبة أمينة للمجلس، والنائبة أمينة بوهدود عن التجمع الوطني للأحرار أمينة ثانية للمجلس، والنائب أحمد التهامي عن فريق الأصالة والمعاصرة أمينا ثالثا للمجلس.