تحولت مقبرة لالة ميمونة الإسلامية الواقعة بحي آهل بالسكان في قلب مدينة وجدة، إلى مطرح للأزبال وإسطبل للحمير والبغال بعد أن انهارت أسوارها بسبب قدمها، وتعرت قبورها وكشفت عن رفات راقديها وعبثت بها الحيوانات، وأصبحت المكان المفضل للمتشردين والمومسات، الذين يتعاطون للخمور والمخدرات. ويشعر سكان حي الأمل وتجزئة بالحسين بالغضب، بسبب انتهاك حرمة أموات المسلمين بعد حرمة الأحياء بالتعاطي إلى أنواع المحرمات فوق القبور أمام الملأ نهارا جهارا. وزاد في استفحال وضعية المقبرة التي أغلقت منذ أكثر من أربعين سنة انهيار الجدار المحيط بها، مما سهل على العربات المجرورة بالحيوانات ولوجها والدوس بعجلاتها على القبور، دون الحديث عن الحيوانات الضالة من كلاب وقطط جائعة وغيرها الباحثة عن طعام، يضاف إلى كلّ هذا ما يرمى من أتربة وأحجار يتخلص منها عند البناء. وتساءل السكان عن مصير رفات موتاهم إن تمكنت الكلاب والقطط من نبش القبور بعد أن تحولت المقبرة إلى فضاء مفتوح في غياب أي صيانة أو حماية. وذكر بعض العارفين بتاريخ المدينة أنه كان من المفروض أن تحاط المقبرة بجدار أمني إسمنتي يمنع الدخلاء من ولوجها ثم يبحث القائمون على الشأن المحلي في إقامة مشروع اجتماعي عليها بحكم أنه مرّ على إغلاقها أكثر من أربعين سنة، مثلما حصل في القطع الأرضية للمقابر القديمة، حيث شيدت إعدادية الوحدة على إحداها وسوق مليلة على مقبرة «أوبازا». شدد السكان على ضرورة إغلاق مقبرة سيد المختار الواقعة على مشارف شارع محمد الخامس وسط مدينة زيري بن عطية التي، رغم قدمها وامتلائها، لا زالت تستقبل موتى المسلمين، كما أكد على ضرورة الإسراع بإنجاز المقبرة الجديدة التي تحدث عنها الجميع والتي سيكون تصميمها عصريا وتنظيمها محكما.