في خطوة جديدة لمواجهة موجة إرسال المغاربة للقتال بسوريا، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، أول أمس السبت، عن تفكيك خلية إرهابية جديدة كانت متخصصة في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا وتدريبهم على استعمال الأسلحة والمتفجرات. وكشف مصدر مطلع أن الخلية الجديدة تضم 20 عضوا تم توقيفهم بشكل متزامن بمدن الدارالبيضاء، والحاجب، والقنيطرة، ووزان، وسلا، والعرائش، والناظور، والحسيمة، وطنجة، والفنيدق، ومكناس، قبل الإفراج عن ثلاثة موقوفين ينحدرون من مدينة الناظور ونقل باقي المعتقلين ال 17 إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، موضحا أن من بين أعضاء الخلية، الذين جرى إيقافهم، يوجد معتقلون سابقون في ملفات الإرهاب غادروا السجن في وقت سابق. وذكر المصدر ذاته أن الخلية التي تم تفكيكها تضم أعضاء من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ومن بينهم معاذ مستعد، منسق اللجنة المذكورة بمدينة سلوان ويحيى براشدي عضو اللجنة بالمدينة ذاتها، مضيفا أنه جرى كذلك توقيف معاذ البراق عضو فرع طنجة للجنة المشتركة وعبد المالك عسالة من مدينة سيدي سليمان ورشيد حدودو وجمال فريحة ومصطفى الانجري من مدينة العرائش، إلى جانب عبد الله دكوج من منزله بحي الواد بمدينة سلا. وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض أفراد الخلية المفككة كانت لهم علاقة بأمير حركة شام الإسلام السابق، الذي كان يدعوهم إلى الالتحاق بمعسكرات الحركة بسوريا. مضيفا أنهم كانوا يقومون بمجهودات كبيرة من أجل توفير الوسائل المالية لنقل المجندين إلى داخل الأراضي السورية، بتنسيق مع مغاربة يوجدون فوق الأراضي السورية. وأضاف المصدر ذاته أن الخلية حصلت على تمويل مالي من بيع ممتلكات أعضائها، وجمع تبرعات من المتعاطفين مع توجهاتهم الجهادية، من أجل تمويل سفر المتطوعين للقتال في سوريا. وفي سياق متصل، أكد بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، أن الخلية المفككة كانت تنسق مع حركة «شام الإسلام» و»جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية بالعراق والشام»، التي لها ارتباط بتنظيم القاعدة. مضيفا «أن استمرار تفكيك الشبكات الإرهابية الناشطة في مجال استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر في العالم، يوضح رغبة تنظيم القاعدة وحلفائه لاستهداف استقرار المملكة». وأكد المصدر ذاته أن المتطوعين المغاربة يستفيدون من تدريبات دقيقة حول استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن، لتنفيذ عمليات إرهابية، من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد. يذكر أن هذه أول خلية جهادية إرهابية لها ارتباطات بحركة «داعش» وبتنظيمات متطرفة في الداخل السوري، بعد تنامي التحذيرات من استهداف تلك التنظيمات للبلاد من خلال تجنيد الشباب المغربي.