هزت جريمة قتل بشعة حي «ليراك» الشعبي بفاس، ليلة الأربعاء/الخميس، وذهب ضحيتها مواطن يبلغ من العمر حوالي 50 سنة، فيما أدخل أفراد من عائلته إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي لتلقي العلاجات. وقالت المصادر إن الضحية تلقى عدة طعنات بالسلاح الأبيض من قبل معتدين، موردة أن النزاع نشب بين الطرفين بسبب خلاف حول تسديد فواتير كراء محل يقطنه الضحية رفقة أسرته. وذكرت المصادر أن الضحية تلقى عدة طعنات في الرأس، وفي أنحاء متفرقة من جسمه، لكن الضربات التي تلقاها على مستوى القلب عجلت بوفاته، إذ فارق الحياة قبل وصوله، على متن سيارة الإسعاف، إلى قسم المستعجلات. وعاش حي بنسودة الشعبي، في الليلة ذاتها، على وقع نزاع حاد بين بائعين متجولين انتهى بارتكاب جريمة قتل بشعة في حق أحدهما. وأوردت المصادر أن الخلاف نشب بين البائعين المتجولين حول أحقية كل منهما في استغلال مساحة من الملك العمومي، قبل أن تنتهي المعركة بينهما باستعمال الأسلحة البيضاء. وأدى النزاع إلى الإجهاز على بائع متجول يبلغ من العمر حوالي 30 سنة. وتحول قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي لفاس، في وقت متأخر من الليل، إلى ما يشبه بيت عزاء مفتوح لذوي الضحيتين، مما أثار انتباه عدد كبير من الأطر الصحية، والمرضى الذين تجمهروا لمتابعة أطوار هذه المشاهد، دون أن يخفوا تذمرهم من تبعات نزاعات عادة ما تكون بسيطة، لكنها، عوض أن تنتهي بسلك الإجراءات المسطرية العادية، فإنها تسفر عن جرائم قتل مرعبة، تخلف يتامى وأرامل، ومعتقلين بمدد سجنية طويلة. وأعادت الجريمتان موضوع حمل الأسلحة البيضاء في المدينة إلى الواجهة، خاصة وأن هذه الأسلحة البيضاء تنتشر بشكل مهول بين عدد من المواطنين، وتعتبر بمثابة الحل الأسهل، في نظرهم، لحل النزاعات، عوض اللجوء إلى المساطر القانونية المعتمدة. كما تزامن الحادثان مع حملات تمشيط تقوم بها السلطات الأمنية ضد المنحرفين وحاملي الأسلحة البيضاء، علاوة على عقد السلطات المحلية لقاءات توصف بالتواصلية مع جمعيات محسوبة على المجتمع المدني، للنظر في اقتراحاتها بشأن الوضع الأمني بمختلف أحياء العاصمة العلمية، وهي لقاءات وصفت بالشكلية، في نظر بعض الفاعلين الجمعويين، ولا تستدعى إليها جمعيات أخرى من شأنها أن تقدم اقتراحات ناجعة للتخفيف من حدة الضربات الموجعة التي تتلقاها صورة المدينة، وسياحتها واقتصادها، بسبب هذه الجرائم المرعبة، والاعتداءات التي تترك ندوبا لا تمحى في وجه المدينة التي تعيش أحزمتها أوضاعا اجتماعية واقتصادية وثقافية هشة.