من جديد تعود قضية الأسمدة الفاسدة إلى الواجهة، إذ علمت»المساء» أن الفلاحين في الكثير من المداشر التابعة لإقليم الشاون، خاصة باب برد، اكتشفوا كميات كبيرة من الأسمدة الفاسدة. وقالت مصادرنا إن الفلاحين «وجدوا ثلاثة أنواع من حبات الفوسفاط في كيس واحد بألوان مختلفة، منها نوع لا يذوب ويشبه إلى حد بعيد الأحجار المتصلبة، قبل أن يتبين لهم أن هذه الأسمدة فاسدة وغير صالحة للاستعمال». في السياق نفسه، أوضحت مصادرنا أن الفلاحين تفاجئوا من جودة الأسمدة، ففي الوقت الذي كانوا يعولون عليها بشكل كبير لإنجاح موسمهم الفلاحي، لجأ الكثير من الباعة الكبار المسوقين للأسمدة إلى اقتناء أسمدة فاسدة»وهناك حديث أن الأمر يتم بشكل متعمد فقط، لأن السكان هناك ليس بإمكانهم أن يرفعوا شكاوي إلى السلطة أو إلى القضاء بسبب زراعة نبتة الكيف». واستغربت المصادر ذاتها كيف أن بعض الباعة بعدما اكتشفوا الأسمدة الفاسدة، رموا بها إلى مزابل قريبة من أحياء آهلة بالسكان. وأبرزت مجموعة من سكان المنطقة في تصريحات متطابقة ل»المساء» أن «لانكري الفاسد يهدد الموسم الفلاحي، ويهدد أيضا الكثير من المزروعات بالبوار، وللأسف لم نكتشف ذلك إلا متأخرين، لكن نجد أنفسنا مرغمين على طرح السؤال حول من سمح بترويج هذه الأسمدة بالمنطقة» مضيفين أنه بالإضافة إلى ضياع مزروعاتهم الفلاحية فإن معضلة أخرى باتت تتهدد المنطقة، وتتمثل في احتمال تلويث الفرشات المائية والمياه الجوفية التي تعد المصدر الأول لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب». إلى ذلك، أكد عبد الله الجوط، المستشار الجماعي، بجماعة باب برد أن الأمر الذي لا يمكن أن يفهمه أحد هو»أين اختفت السلطة وأين مصالح المراقبة: ألا تهمهم مصالح السكان، وكيف تم توزيع أطنان من الأسمدة الفاسدة دون علم السلطة» مردفا أن»الباعة الكبار للأسمدة يعمدون إلى إتلافها ليلا في غفلة من الجميع، الشيء الذي يهدد بتلويث المياه الجوفية». وقال الجوط، في تصريح للجريدة إن»الجميع بات يستغل خوف السكان، الشيء الذي يؤدي إلى توزيع مواد فاسدة دون حسيب أو رقيب» داعيا إلى فتح تحقيق فوري في الموضوع.