أصبحت أحداث الشغب بعد مباريات كرة القدم في البطولة «الاحترافية» أو بعض مباريات القسم الثاني أمرا مألوفا، لقد عشنا في منتصف الأسبوع قبل الماضي واقعة الهجوم المسلح على ملعب بنجلون التابع للوداد، والذي يجري فيه الفريق تداريبه، وعشنا أول أمس على واقعة سخط جمهور أولمبيك خريبكة الذي أغضبته هزيمة الفريق أمام الوداد بهدفين لصفر، واحتلاله المركز الأخير في البطولة، والذي أصبح مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، إذ امتدت أعمال الشغب إلى خارج محيط الملعب. وفي اليوم نفسه عشنا أحداث شغب أفسدت قمة بطولة القسم الثاني بين اتحاد طنجة والنادي المكناسي التي تابعها جمهور قياسي فاق 40 ألف متفرج، هذا ناهيك عن أعمال الشغب التي أصبحت تعرفها مجموعة من المباريات، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر مرة أخرى، ويؤكد أن كرة القدم لم تعد تنتج الفرح، ولكن مثيري الشغب ومدمني العنف، أصبحوا ينتجون الدمار والخراب، هذا في الوقت الذي يتابع الذين من المفروض فيهم أن يوفروا الأمن ما يجري بهدوء، في انتظار أن يندلع الشغب في مكان آخر. لا بأس أن نذكر أن جامعة كرة القدم والكثير من المتدخلين سبق أن اتخذوا مجموعة من الإجراءات التي لم يتم تفعيل أي منها، فالقانون الذي يمنع القاصرين من دخول الملعب حبر على ورق، فمازال القاصرون يأتون إلى الملاعب ويقتحمون المدرجات دون أولياء أمورهم، ومازالت الكراسي غير مرقمة، ومازال فئات من الجمهور تمارس سطوتها على الفرق، تطيح بهذا وتنتقم من ذاك، وتحول الكثيرين إلى مجرد كراكيز. في الدوريات الأوربية المحترمة، وفي إنكلترا على وجه التحديد التي كان الشغب فيها ظاهرة مقلقة، تنهزم فرق كبرى كأرسنال أو مانشستر يونايتد بحصص كبيرة، ومخجلة ومع ذلك فإن الجمهور لا يرتكب الحماقات أو يقوم بأعمال شغب، بل إنه يشجع فريقه وفي الأسبوع الموالي يملأ المدرجات. لماذا لا يحدث ذلك في الدوري المغربي، لسبب بسيط، هو أننا نسمي في تنشئة أجيال تتقن العنف، ولأن الكثيرين وعلى مستويات عدة مازالوا لا ينظرون إلى ما يجري بما يستحق من انتباه وخوف وقلق، فالكرة هي مرآة لما يجري في المجتمع، بدليل أن نسبة سغب الملاعب ارتفعت تزامنا مع الإجرام الذي استفحل، فعل سيتم استيعاب الدروس.