هدد عبد الله البقالي، عضو الفريق الاستقلالي، بتقديم استقالته من عضوية مجلس النواب على خلفية البيان الذي أصدره محمد الوفا، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة، بصفته وزيرا سابقا للتربية الوطنية، والذي شكك في الذمة المالية للبقالي على إثر قيام هذا الأخير بانتقاد صفقة «مسار». ووصف البقالي، في اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب يوم أمس، بلاغ الوفا ب»الخطير جدا»، وأضاف أنه يذهب بالمغرب مذهبا تجاوز فيه سنوات الجمر والرصاص بما يدل على أننا نعيش في زمن البصري وأوفقير. وذكر النائب الاستقلالي أنه مورس عليه الترهيب والتحريض من لدن الحكومة وأن زوجته مهددة بالتصفية، وأضاف قائلا: «لم أعد قادرا على الاستمرار في عملي كنائب نظرا إلى الترهيب الذي تعرضت له، كما أن زوجتي تعرضت لأزمة نفسية منذ ثلاثة أيام ولم تعد قادرة على العمل». واعتبر البقالي أن بلاغ الوزير لم يناقش الأفكار بل مس بأعراض الناس، متسائلا عن علاقة زوجته ونائب برلماني اتهم باختلاس أموال بصفقة مسار. وقال، في الوقت ذاته، إنه يكن كل الاحترام للوفا ولعائلته. وعرف لقاء اللجنة الدخول في مشادات كلامية بين البقالي ومحمد يتيم، عضو فريق العدالة والتنمية، هذا الأخير الذي أعلن عن تضامنه المبدئي مع البقالي، غير أنه شدد على ضرورة الالتزام بالنظام الداخلي للمجلس الذي لا يسمح بطرح موضوع للنقاش في إطار نقطة نظام التي يجب أن تقتصر على ملاحظات في التسيير، وقال إن ذلك يؤسس لأعراف وتقاليد وإنه بدعة منكرة ما أنزل الله بها من سلطان، وهو ما جعل رئيسة اللجنة بشرى برجال تعتبر أنه لا يجوز بأي حال الحديث عن موضوع يتعلق بوزير غير حاضر، ودعت البقالي إلى التقيد بالنظام الداخلي محيلة إياه على منابر يمكن أن يعلن فيها عن مواقفه السياسية، غير أنه أصر على متابعة كلمته ليطلب تأجيل لقاء اللجنة. وقد تضامن عدد من النواب مع البقالي، منهم عبد الصمد حيكر الذي نصح عضو الفريق الاستقلالي باللجوء إلى القضاء، كما تطرق إلى أن هذه الوقائع يجب عرضها على مكتب مجلس النواب من أجل اتخاذ موقف في الموضوع. وكان محمد الوفا قال، في بلاغ منسوب له، إنه «عندما تركت مؤسسة الرسالة سنة 2000، كان البقالي يتقاضى أجرا لا يتعدى 3000 درهم، وبعد غيابي لمدة 12 سنة، وجدت شخصا آخر أمامي بمستوى معيشي عال، لذلك أطلب منه أن يطبق المبدأ الاستقلالي الخالد: «من أين لك هذا؟»»، قبل أن يضيف أنه سيتطرق إلى «موضوع زوجة البقالي في فرصة قادمة».