حذرت إحدى أهم جمعيات المغاربة المقيمين بإسبانيا ، من أن الآلاف من المغاربة قد يجدون أنفسهم في وضعية غير شرعية، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي تهدد إسبانيا. وقال المتحدث باسم الكونديناف محمد بنطريقة «اقترحنا على الحكومة الإسبانية قبل صيف 2008 تطبيق قرار تأجيل دفع الديون المستحقة على المهاجرين لتمكين الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين أصبحوا عاطلين عن العمل جراء الأزمة الاقتصادية، من تجديد رخص إقامتهم». وقد لقيت دعوات وتحذيرات السيد بنطريقة صدى واسعا في الصحافة الإسبانية لكن الوضع لم يتغير لكونه ليس بوسع الآلاف من المغاربة تجديد رخص إقامتهم في ظل غياب عقود عمل ثابتة. وأكد المتحدث باسم الجمعية «نطلب من الحكومة المركزية تطبيق قرار تأجيل دفع الديون المستحقة لمدة سنة لفائدة المهاجرين الذين لا يتوفرون على تصاريح إقامة دائمة بإسبانيا، إلى حين تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد»، موضحا أن المهاجرين الذين تمت تسوية وضعيتهم سنة 2005 هم أول ضحايا هذا الوضع. وسجل أن (كوديناف) - جمعية تعاون وتنمية بشمال إفريقيا - لاحظت تناميا في حجم أنشطة مافيات الهجرة التي وجدت في بيع عقود عمل مزورة للمهاجرين العاطلين عن العمل، وسيلة جديدة للإثراء. ودعا أيضا إلى «توحيد المعايير» التي تطبقها مختلف مندوبيات الحكومة المركزية الإسبانية بالأقاليم التي تتمتع باستقلال ذاتي من أجل تجديد تصاريح الإقامة والعمل. وقد كان للأزمة الاقتصادية العالمية التي تعصف بالبلد تأثير مباشر على المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا، حيث بلغ معدل البطالة في أوساط المهاجرين المغاربة أزيد من 21 بالمائة، مقابل معدل بطالة بنسبة 14 في المائة في أوساط الإسبان، كما اعترف بذلك مؤخرا وزير العمل والهجرة الإسباني سيليستينو كورباشو. ويعد المغاربة الأكثر تأثرا بهذه الأزمة كونهم يمثلون الجالية الأجنبية الأولى بإسبانيا من خارج دول الاتحاد الأوروبي، بأزيد من 650 ألف أشخاص. ومن بين مجموع المهاجرين، يوجد حوالي 449 ألفا و505 شخص في وضعية بطالة، 312 ألف و 373 منهم ينحدرون من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي، ضمنهم الذين يحتلون الصدارة. وخلال شهر يناير 2009، بلغ عدد العاطلين الجدد 198 ألف و838 شخصا، أي بزيادة بلغت نسبتها 6.35 في المائة، مقارنة مع شهر دجنبر 2008، مما رفع عدد العاطلين عن العمل في إسبانيا إلى 3 ملايين و327 ألف و81 شخصا. أما عدد المهاجرين العاطلين عن العمل،فبلغ خلال الشهر ذاته 38 ألفا و545 شخصا، أي بزيادة بلغت نسبتها 9.38 في المائة مقارنة مع شهر دجنبر 2008.