قرر أكثر من 30 مستشارا جماعيا في حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس بولمان تجميد عضوياتهم إلى حين اتضاح الصورة. وربطت المصادر بين هذه الخطوة التي هزت حزب «التراكتور» بالجهة، وبين تقرير داخلي أعد ضد رئيس جماعة أولاد الطيب القروية. وأحدثت قرارات تجميد العضوية زلزالا داخليا غير متوقع في بيت حزب الأصالة والمعاصرة، فيما دخلت أحزاب أخرى على الخط، وظلت تتابع عن كثب تطورات هذه الحرب الطاحنة. ورفض الأمين العام الجهوي للحزب، في اتصال ل«المساء» به، الخوض في تفاصيل الموضوع، وقال إن الأمر يتعلق بتقرير حول مخالفات أرسلت إلى الأمانة العامة للحزب، في إطار ضوابط تحكم عمل حزب الأصالة والمعاصرة. ورفض عدد من القياديين المحليين الذين اتصلت بهم «المساء» إعطاء أي توضيحات حول هذه القضية، فيما علمت «المساء» بأن حزب «الجرار» يعيش في الآونة الأخيرة صراعا حادا بين أطراف داخل حزب الأصالة والمعاصرة، فيما رفضت جميع الأطراف الإفصاح عن ملابسات هذا الصراع لتنوير الرأي العام. وعلمت «المساء» أن رئيس جماعة أولاد الطيب، رشيد الفايق، وهو من أبرز أعيان الجهة، عمد إلى اتخاذ قرار تجميد عضويته في الحزب، وقد تبعه في ذلك جميع مستشاري جماعة أولاد الطيب. وقد انضم إليهم مستشارو «البام» في جماعة «عين البضا»، ومستشارون آخرون في مقاطعات «جنان الورد» و«سايس» و»المشور»، ومستشارون بمدينة صفرو. وكان حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس قد عاش أزمات داخلية متتالية منذ تأسيسه، بسبب تقاطبات داخلية، واتهام بعض المجموعات بمحاولة التحكم في زمام الأمور عن طريق «الكولسة»، وبعيدا عن شرعية الصناديق. واتخذ المكتب السياسي للحزب، في وقت سابق، قرارات طرد في حق عدد من الأعيان والبرلمانيين والنشطاء، في حادث اقتحام مقره بالجهة. وأعلن عن حل كل هياكله التنظيمية بها، قبل أن يقرر بدء إعادة الهيكلة، دون أن ينجح في تجاوز وضعه التنظيمي المختل بسبب التطاحنات الداخلية، التي جعلت عددا من أعضائه وأطره وأعيانه يتراجعون إلى الخلف، مما أضعف حزب «الجرار» بالجهة، بعدما تمكن من حصد نتائج انتخابية مهمة، وعمل على استقطاب نخب جديدة، وأعيان لهم باع طويل في حشد الأصوات الانتخابية. وقام عدد من أعضاء المكتب السياسي لحزب «التراكتور» برحلات مكوكية إلى مدينة فاس، في أوقات سابقة، في محاولات ل«تجاوز» أعطاب «الجرار»، لكن دون جدوى.