بعد القرار الذي اتخذه حزب الأصالة والمعاصرة بحل جميع هياكله المحلية والجهوية بجهة فاس بولمان، أعطى المكتب الوطني لحزب الجرار، الأحد 23 يناير 2011، الانطلاقة لإعادة بناء تنظيماته بالجهة انطلاقا من جماعة أولاد الطيب القروية المتواجدة بضواحي فاس. وقال الطاهر شاكر، عضو المكتب الوطني في اللقاء التواصلي الذي عقده المكتب مع منتخبي الجهة، إن "التراكتور" سينطلق من جماعة أولاد الطيب لحرث مدينة فاس التي يسيطر عليها العمد شباط والتي يعتبرها قلعة استقلالية، وأضاف عضو المكتب الوطني أن "البام" سيعمل على محاربة ما أسماه ب"الطاغوت" والأقزام الذين يريدون تدمير روح فاس والمتاجرة بالبشر والحجر. واختار المكتب الوطني للحزب عقد هذا اللقاء التواصلي، الذي يعتبر الأول من نوعه بعد قرار حل هياكل الحزب، بجماعة أولاد الطيب، لعدة اعتبارات أجملها حكيم بنشماس عضو المكتب الوطني ورئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، في أن الحزب يحرص على عقد لقاءات بالجماعات القروية بالإضافة إلى دعم رشيد الفايق رئيس هذه الجماعة التي تخوض صراعا مع المجلس الجماعي لفاس على الحدود بين الجماعتين، وهي الحدود التي تتوفر على وعاء عقاري مهم. وقال بنشماس إن جميع الهياكل الوطنية للحزب تتبنى ملف النزاع على الحدود بين جماعتي أولاد الطيب القروية وفاس الحضرية، وأشار بنشماس إلى وجود أطماع لوبيات العقار للسطو على أراضي هذه الجماعة التي يوجد مطار فاس سايس ضمن نفوذها الترابي، وأكد لساكنة الجماعة أن الملف معروض على أنظار القضاء الإداري وهو يتابع شخصيا الموضوع مع وزارة الداخلية. وكان رشيد الفايق، رئيس الجماعة، قد أثار مشكل النزاع على الحدود بين الجماعتين في العديد من المناسبات، خاصة بعد قرارات العمدة شباط بالترخيص لبناء سوق ممتاز والعديد من التجزئات السكنية على تراب جماعة أولاد الطيب القروية رغم أنها غير تابعة للمدار الحضري، وهي القرارات التي وصفها بنشماس بالغير قانونية وغير شرعية وجب إبطالها. وتطرق حكيم بنشماس إلى أهم المحاور التي تمت مناقشتها خلال اللقاء الذي عقدته اللجنة الوطنية للإنتخابات التي يترأسها فؤاد عالي الهمة، على مدى يومين بالعاصمة العلمية، وكان على رأس هاته المحاور الاستعداد للاستحقاقات الإنتخابية المقبلة والتي يراهن عليها "البام" "لاحتلال مكانة متميزة"، حسب تعبير بنشماس. كما وقف أعضاء اللجنة المجتمعون بفاس، حسب بنشماس، على الاختلالات التنظيمية التي يعرفها الحزب في عدد من المناطق، وأضاف "قمنا بالكشف عن عيوبنا لبناء الذات وتقوية الجسم التنظيمي"، وبخصوص الآليات التنظيمية الجديدة التي سيعتمدها حزب الأصالة والمعاصرة، أكد بنشماس أنه "سيتم اعتماد جيل جديد من المنسقين الجهويين"، مع اعتماد مبدأ التنافي بين عضوية المكتب الوطني والأمانة الجهوية. وهاجم قياديو البام في هذا اللقاء، الذي حضره برلمانيو الجهة بالغرفتين، حكومة عباس الفاسي والعمدة شباط الذي وصفوه ب"الطاغوت"، وقالوا أنهم سيفضحون بعض الوزراء وبعض مسؤولين الذين حولوا قطاعات حكومية إلى ضيعات "كأنهم ورثوها عن أجدادهم". وحمل أعضاء بالمكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة منتخبي حزب الاستقلال في الوقوف وراء أحداث العيون، وطالبوا بتفعيل لجان التفتيش حول نهب أراضي الدولة، وتساءل الطاهر شاكر عن الجهة التي كانت تزود مخيم "كديم إزيك" بحوالي 18 ألف خبزة يوميا مصنوعة من الدقيق المدعم، وعن الجهة التي صنعت 6 آلاف خيمة بالدار البيضاء قبل نقلها للمخيم وتوزيع 1900 بقعة، كما اتهم الاستقلاليون بتصدير رمال الصحراء والاغتناء على حساب ساكنة المنطقة.